لم تقولون ما لا تفعلون – خطبة الجمعة ٧ ذو القعدة ١٤٣٩ هـ


الملخص

    تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة عن عتاب وتوجيه من الله تعالى للمؤمنين، من خلال قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}، فقال: إن الأقوال، والوعود، والادعاء، وتشبع المرء بما لم يعط، أمور تسمع كثيرا، لكن إذا نظر إلى الأفعال، والسلوك والأخلاق، فإن المسافة تظهر كبيرة، بين ما يقال وما يفعل.

    وأضاف الدكتور: ومن مظاهر هذا الخلل في المجتمعات، ما نراه من حب المدح، والحرص على إعجاب الناس، وإطرائهم، وكذلك ما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي، فقد يملأ الشخص حساباته في التواصل الاجتماعي، بعبارات الوعظ، والحث على الفضائل، فإذا تعاملت معه، لم تجد لهذا الوعظ أي أثر في سلوكه، يقول من أجل إعجاب الناس، ولكن حين يأتي محك العمل تختل الأمور، {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.

    ويستنكر الدكتور بعض الظواهر السيئة التي يعاني منها المجتمع، والدولة، من ذلك ما يتشدق به المتشدقون من مساواة، ووطنية، فإذا ثارت حمية الجاهلية، وتداعى الناس إلى القبلية البغيضة، بغير حق، وجدتهم مثالا للعنصرية، ولاحتقار الآخرين.

   وأشار إلى أن هذا الداء قد سرى من الأفراد إلى المؤسسات، فيكثر أن تجد في الميدان الصحفي كثرة الوعود، وامتداح الإنجازات، ثم ترى الناس يشتكون من كثرة ما يسمعون من الأقوال، ويفتقدون من الأفعال، {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.

ويوضح الدكتور بعض مظاهر هذا الداء في مفاصل الدولة، فيقول: على سبيل المثال، تقوم وزارة الصحة بحملة ضد التدخين، والتبغ، ومشتقاته، بالتعاون مع بعض وزارات الدولة، فتسند مهمة التوعية في المدارس لوزارة التعليم، وتساعد وزارة الشباب بحشد الشباب وتوعيتهم، وتعين وزارة الأوقاف بالحث على الابتعاد عن هذه الظاهرة، من خلال خطب الجمعة، ثم بعد ذلك تجد أن هذه الظاهرة تنتشر، وتبقى محلاتها، وتباع تراخيصها بأبهظ الأثمان، دون مراعاة للقوانين، بل تقام هذه المحلات على مسافة قريبة من المدارس، وأماكن تجمع الشباب.

ويؤكد الدكتور على هذا الأمر، فيقول: هكذا يصبح التناقض في المجتمع، إذا فقدت الرقابة، جهة رسمية تكافح الآفة، وجهة أخرى تعطي الترخيص والإذن، وتترك الرقابة، كأنهما لا تعملان في اتجاه واحد، ويجد الناس أنفسهم في حيرة، ولا يفسر لهم ما يحدث، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ(2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}

المقاطع القصيرة

سلوك يدل على النفاق

ظاهرة سيئة يعاني منها المجتمع والدولة