الإحسان – خطبة الجمعة ٢٣ جمادى الأولى ١٤٣٩هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة عن الإحسان، فبدأ بالكلام عن الحديث: الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن شداد بن أوس _رضي الله عنه _ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحت فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته”، ثم قال: هذا الحديث قال عنه أئمة الفقه، والحديث، أنه جامع لقواعد الإسلام.

  وقد علق الدكتور بعض المعاني الواردة في الحديث، فذكر أن “كتب”، بمعنى أوجب، أي أن الله عز وجل أوجب علينا أن نحسن في كل شيء، ومعنى الإحسان الإتقان، وتجويد العمل، واستكمال شروطه، حتى يقع على الوجه الذي يرضي الله عز وجل، ويحقق المقصود من تشريعه.

    وقد نبه الدكتور إلى أن الابتعاد عن قيمة الإحسان، من أسباب تخلف الأمة في هذا العصر، فقال: إن الصانع، والمهندس، والطبيب، كل هؤلاء مطلوب منهم، بل واجب عليهم، الإحسان في أداء العمل، والإتقان المطلوب فيه، لكن الناس يتخذون معايير لقياس هذا الإتقان، فمن لم يراقب الله عز وجل، يمكنه أن يخدع هذه المعايير، فإذا عمل على تقرير أمكنه تزويره،  وإذا كلف بواجب، أو بحث، تيسر له شراؤه، وإذا طلب منه الاستعداد للامتحان، استطاع أن يغش فيه، يظن أنه بهذا قد حقق درجات الإحسان، وهو لم يحققها، بل غش نفسه، ومجتمعه، وهو غدا مسؤول بين يدي الله عز وجل.

   وقال أيضا: الإحسان هو المرتبة العليا، التي تستلزم الإسلام، والإيمان، فعلينا أن نسعى لتحقيقها، فلو بذلنا العمر كله، في تعلم كيف نصل بأنفسنا إلى هذه المرتبة، لما كان ذلك خسارة، بل هو الربح العظيم.

  وقد بين الدكتور أن الإحسان يكون في كل شيء، فذكر أن حديث: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء”، يوضح أن الإحسان داخل في أدق الأعمال، حتى في القتل والذبح، فالإنسان مأمور أن يحسن في الذبح، فيحد الشفرة، ويرح الذبيحة.

وختم بالإشارة لمواقف من الإحسان، يجب استشعارها في كل وقت، فقال: الإحسان هو استشعار لمعية الله عز وجل في كل موقف، فأنت تقود السيارة استشعر الإحسان إلى نفسك، وإلى الناس، وأنت تتعامل بالبيع والشراء، استشعر الإحسان، وأنت تختار موقفا لسيارتك في السوق، أو في العمل، استشعر الإحسان، لا تقف في الممنوع، لا تغلق أبواب جيرانك بسيارتك، كل هذه المسائل مجالات للإحسان.

المقاطع القصيرة

حديث: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء”

الابتعاد عن قيمة الإحسان من أسباب تخلف الأمة

الربح العظيم وصول الإنسان لمرتبة الإحسان

الإحسان يكون في كل شيء