الملخص
تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة عن سنن الله في مداولة الأيام، فقال: إن من سنن الله عز وجل الثابتة، التي لا تتبدل، ولا تتغير، مداولة الأيام بين الناس، يقول الله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}، ثم ذكر أن العزة، والمنعة، تكون لقوم أو لحضارة، ثم ما تلبث أن تتقلص، شيئا فشيئا، حتى تضمحل؛ لتتحول قيادة البشرية إلى أمة أخرى.
وأضاف الدكتور: هذه سنة الله لكننا نغفل عنها لطول زمن هذا التغير، هذا التغير يحدث في عمر الأمم، ولكن عمر الأشخاص أقصر بكثير من أن يلحظ هذا التغير، كم من حضارات وأمم قامت وملكت الأرض، وتحكمت، وأعطت، ومنعت، ثم إن الله عز وجل أجرى عليها سننه، فزالت، وبادت، كأن لم تكن.
وقد نبه الدكتور إلى سبب مهم، له أثر في قوة الأمم، ومنعتها، وهو إقامة العدل، فذكر أن الأمم التي تتمسك بالعدل، والإنصاف، وتعلي ميزان الحقوق، فلا تظلم، هي الأمة التي يكتب لها عمر مديد، من النصر، والتمكين، أما الأمم التي تستعلي، وتستكبر، فسرعان ما يدب إليها الضعف.
وقد أشار لمؤشرات هذا الضعف، فقال: إن أول مؤشر هو الاغترار بالقوة والغطرسة، ذلك أن الأمم في بدء انهيارها، قد تكون عندها القوة الاقتصادية، والصناعية، والعسكرية، لكن بسبب الغطرسة، والتكبر، تتقوض مبادئها، فيصيبها الانهيار الضعف، أما المؤشر الثاني فيظهر تاليا للمؤشر الأول، وهو أن يتجرأ عليها غيرها من الأمم، إما بمعاندتها، أو بالخروج عن طاعتها، أو بالتعدي على بعض حقوقها، أو صلاحياتها، وهنا تبدأ بالانهيار.
وقد تكلم الدكتور في خطبته الثانية، عن هذا المعنى، فنبه إلى أن الدول الظالمة مآلها إلى انحسار، وذكر من مؤشرات ذلك ما يشاهد من تجرؤ بعض الدول على القوى العظمى، مؤكدا على أن الأخذ بمبادئ هذا الدين، والاستعانة بأسباب القوة، كفيل بأن يهيئ هذه الأمة للقيادة، ويجعلها معلمة للحضارة وللخلق والعدل.
المقاطع القصيرة
من سنن الله عز وجل التي لا تتبدل
من أسباب القوة والمنعة في الأمم والدول
من مؤشرات ضعف الأمم
الدول الظالمة في انحسار والأمة ستنتصر