وقفة محاسبة – خطبة الجمعة ٢٤ ذو الحجة ١٤٣٨هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذ الخطبة، عن وقفة محاسبة، فقال: إن الأيام تنقضي، ومواسم الخير تمر تباعا، ويمر موسم تلو موسم، ونحن نقطع الطريق إلى الله عز وجل، والتاجر الحاذق هو الذي يراجع حساباته في نهاية كل موسم، فيحسب ربحه وخسارته، ينظر إلى ما أتى به من بضاعة، ما الذي ربح؟ وما الذي خسر؟ فيزيد فيما يربح، ويقلل أو يترك ما يخسر.

 ونبه الدكتور إلى أن العبد المؤمن الفطن ينظر إلى أعماله، التي تقربه من الله عز وجل، فيكثر فيما يستقبل من حياته من الأعمال الصالحة، ويتخفف ويترك الأعمال السيئة، وبهذا يكون المؤمن الفطن محاسبا لنفسه، حتى يلقى الله عز وجل وهو على العهد.

وفي سياق الكلام عن هذه المحاسبة للنفس، تحدث عن الأمور التي يلزم الإنسان أن يستقبل بها العام الجديد، وهذه الأمور، كما ذكرها الدكتور، أولا: إحداث توبة لما مضى من عمل،

يعترف فيها بذنبه وتقصيره، فلا يزكي نفسه، ولا يبحث لها عن الأعذار، ويحدث لهذه الذنوب توبة صادقة، ويسأل الله عز وجل أن يتقبلها منه، ويسترها عليه، كذلك عليه أن يحدث لله حمدا كثيرا، على ما وفقه إليه من الأعمال الصالحة.

الأمر الثاني: اللجوء لله عز وجل، ليعصمه فيما يستقبل من عمره، من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، فالوقت وقت فتن، تتزايد وتنتشر، ثم تتلبس فلا يعرف الصواب من الخطأ، ولا يعصم من هذا إلا الاعتصام بالله عز وجل، والالتجاء إليه.

الأمر الثالث: أن يعقد الإنسان نية صادقة مع الله عز وجل، على أن يلتزم بالأعمال الصالحة، من إشاعة للخير بين الناس، والتزام بالخلق الفاضل، والعمل على أن يكون أنموذجا للإسلام، كما أراد الله عز وجل منه.

   وينبه الدكتور إلى ضرورة الاعتبار بمرور الأيام والسنوات، فيقول: إن مرور السنوات، وتعاقب الأيام، إنما هو إشارة لاقتراب الأجل، فهذه الأيام التي نقضيها إنما تدني من الأجل، وسنعيش هذا العمر نخطئ، ونستغفر، نجاهد أنفسنا هذه المجاهدة، حتى نلقى الله عز وجل، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}.

وقد ختم الدكتور الأنصاري، بالإشارة للواقع الذي تعيشه الأمة، فقال: إن المنطقة تموج بإحداث جسيمة، فيها ما يقلق على مستقبل الأمة، لكن يجب أن لا يكون في هذا ما يدعو إلى تشجيع الفتنة، أو يؤدي إلى اضطراب في بلد مسلم، فأي بلد تجتمع كلمته على حكومته أو سلطته، فإنه على خير عظيم. وفي نفس الوقت لا ينبغي أن يلام المظلوم إذا طالب بحقه، أو المقهور إذا سأل الإنصاف ممن ظلمه، ولا يجرم مصلح يدعو للإصلاح، فإن هؤلاء إذا فعلوا شيئا فإنما فعلوه لأنهم يشعرون بالظلم، أو يحسون بالخلل الذي كلفهم الله عز وجل بإصلاحه.

المقاطع القصيرة

المؤمن يحاسب نفسه ويعمل على ما يقرب من الله

أمور يستقبل بها العام الجديد

نظرة في الأحداث التي تعيشها الأمة اليوم