الموت – خطبة الجمعة ١٦ محرم ١٤٣٩هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة، عن الموت، فقال: إن هذا الموت هو المصير الذي يسير إليه سائر الخلق، طال الزمان أو قصر، فهذه الحياة دار ابتلاء واختبار، يتزود منها المؤمن للآخرة التي هي دار الجزاء.

    وأضاف الدكتور: الموت ذكره مخيف ومرعب، لكن حقيقته أنه دار أمن للمؤمن، ودار خوف للكافر، هو بوابة يخرج منها العبد المؤمن من دار الدنيا، إلى دار الخلود، والرضوان، كما أن فيه وضع حد للظلم، فهو انتقال إلى دار الجزاء، يقول تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}.

     وقد ذكر أن الموت دليل من دلائل قدرة الله، وتصرفه في خلقه، _ سبحانه_ فالموت حق كل أحد، يموت المحسن، والمسيء، والغني، والفقير، وكذا العالم الذي يملأ الأرض علما ونورا، بل إن الأنبياء عليهم السلام يموتون، فالبقاء في هذه الدنيا ليس لأحد من الناس، فقد جعل الله عز وجل الموت أمرا محتوما على العباد.

     ونبه الدكتور إلى أن هذه الدنيا مزرعة للآخرة، وأن الإنسان بعد انقضاء فترة عمره، سيلقى الله عز وجل ليحاسبه على ما قدم من عمل، مشيرا إلى بيان القرآن الكريم لهذه الحقيقة، في قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تَرْجَعُونَ} وقوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}.

    وقد بين ما يتضح من الآيتين، وهو أن هذه الحياة، ستنتهي بالموت، ثم يكون المرجع إلى الله عز وجل للحساب، وبين أيضا أن ما يوجد من خير وشر إنما هو فتنة وابتلاء، فمن أحسن سيفوز، ومن أساء فإن عاقبته الخسران، يقول الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}.      وقد حذر الدكتور من الاغترار بالدنيا، فقال: إن هذه الحياة يجب أن يكون العمل فيها على ما يدخل الجنة، ويزحزح عن النار، فمن عمل على ذلك، فإن موعده مع الله عز وجل موعد سعادة، والموت بالنسبة له دار للدخول على الله عز وجل، والأنس بجنته، والتمتع بنعيمها، أما من غرته الحياة الدنيا، فالويل له، إن لم تدركه توبة، تأخذ بيده إلى النجاة، قال الله تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}.

المقاطع القصيرة

حقيقة الموت

الموت مكتوب على كل نفس

التحذير من الاغترار بالدنيا