عناية الشريعة بالدين والنفس – خطبة الجمعة ٣٠ محرم ١٤٣٩هـ


الملخص

    تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن “عناية الشريعة بالدين والنفس”، فقال: إن أحكام الدين كلها دائرة على حفظ خمس مقاصد ضرورية، هي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العرض، وحفظ العقل، وحفظ المال، وهذه الأمور الخمسة، عليها قوام حياة الناس، ولا يتصور للناس حياة إن لم تحفظ هذه الضروريات الخمس.

 وذكر أن الشريعة أتت لتقيم حياة الناس على التوازن الدقيق، بين ما يكون عبادة خالصة، محضة لله، وبين ما تكون به الحياة، من كد الناس، وأرزاقهم، وأعمالهم، وإعمارهم للأرض.

    وقد تكلم الدكتور عن مقصدين من هذه المقاصد، هما: حفظ الدين، وحفظ النفس، أما حفظ الدين فقال: إن المقصود به حماية الدين، ودفع الأخطار عنه، وتأسيسه، ونشره، ويدخل في ذلك تعليم الدين، والدعوة إليه.

 وأضاف: على الدولة أن تراعي إقامة المساجد، ورعايتها، فهذا من إقامة الدين، ومن إقامة الدين أيضا، الجهاد في سبيل الله، جهادا حسيا، ومعنويا، وبذل الجهد لإيصاله، وتمثيله في المحافل الدولية، أحسن تمثيل، ونفي الشبهات عنه، فهذا كله من إقامة الدين.

وقال أيضا: من حماية الدين الذي شرعه الإسلام، حماية حرية الناس في الاعتقاد، الدولة الإسلامية حينما نشأت دخل فيها الكثير من الناس، فكان يبلغ دين الله عز وجل، ويدعى الناس للدخول فيه، ثم يترك لهم الخيار، فهذا من حماية الدين؛ لأن الإنسان مسؤول عن اختياره، وليس من واجب المسلمين أن يدخلوا كل الناس في الإسلام، يقول الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}، ولكن من مسؤوليتهم أن يبلغ هذا الدين لكل الناس، ثم بعد ذلك يختارون ما يشاؤون، وهذا الاختيار يحاسب عليه كل إنسان وحده، أمام الله عز وجل.

المقصد الثاني: حفظ النفس، يقول الدكتور: إن المقصود بالنفس النفس الإنسانية، وهي تأتي في الأهمية في المرتبة الثانية بعد الدين، ولا يوجد قوام للدين ولا للمجتمع بدون هذه النفس، بدون هذا الإنسان الذي يقيم الدين، ويعمر الأرض، ويقيم الحياة، ثم ذكر بأن الإنسان مكرم بأصل خلقته؛ لقول الله عز وجل: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} وقوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}، فالإنسان مكرم بأصل خلقته.

من المسائل التي أوضحها الدكتور في بيان هذا المقصد، أن ما يشرع من إهدار للأنفس، أو الاستهانة بها، فإنه إنما يرجع لأحد أمرين:

إما أن يكون راجعا إلى حماية بقية الأنفس، وإما أن يكون راجعا إلى حماية ما هو أهم من النفس، وهو الدين.   ويبين الدكتور هذا الأمر أكثر، فيقول: لقد شرع الله عز وجل القصاص، وشرع الحدود التي تقضي على النفس، من أجل حماية بقية الأنفس، يقول الله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}، وشرع الله عز وجل الجهاد الذي فيه إهلاك للنفس، لحماية الأوطان، والمجتمعات، بما فيها من أنفس، ولحماية الدين وإقامته، فالله عز وجل لا يشرع تشريعا إلا لحكمة.

المقاطع القصيرة

الضروريات الخمس

الشريعة تقيم حياة الناس على التوازن

حفظ الدين

حفظ النفس

مما يستنزل به المطر