لماذا أفعل الصواب والكل يعمل بالخطأ ؟! – قضايا شبابية – الحلقة 15


الملخص

     تناولت حلقة برنامج قضايا شبابية موضوع: “لماذا أفعل الصواب والكل يعمل بالخطأ؟” مع ضيف البرنامج الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، وقد بدأ حديثه، ببيان دلالة السؤال: لماذا أفعل الصواب والكل يعمل بالخطأ؟ فقال: إن هذا السؤال في حد ذاته يدل على نضج عقلي، وعمق في التفكير، ثم إن من يطرح هذا التساؤل فإنه يريد إجابة، ولا يطرحه بقصد التحدي، فيجب أن يفهم على أنه للاستفسار عن السبب، وليس للتحدي والمنازعة.

    وأضاف الدكتور: السؤال سؤال فلسفي عميق، وكون الشاب يطرحه فإنه يحاول الفهم، ودق باب المعرفة، كما أن الشاب يريد أن يضع لنفسه تصورا خاصا، لا يريد أن تكون الفكرة أقنعني بأن هذا الأمر هو الصواب، وأنني سأتضرر لو لم أفعله، والمجتمع سيتضرر لو انتشر فيه ترك هذا الصواب.

   وحول من يحدد ما هو الصواب وما هو الخطأ؟ قال الدكتور الأنصاري: إن كل مجتمع فيه جهتين، لهما الحكم على أفعال الناس، وهاتان الجهتان هما الدين والمجتمع، ولكل منهما حكم يبين الصواب من الخطأ، أو الحلال من الحرام، فمثلا شرب الخمر حرام شرعا، وكذلك فيه إزعاج للناس، وانتهاك لحرمة الطرقات، فيه حرمة شرعية، وخطيئة اجتماعية، وقد يحكم على شيء بالحرمة الشرعية، لكن في إطار العرف الاجتماعي، يكون له بعض القبول، كالإسراف والبذخ في المناسبات الاجتماعية، وكذلك قد يحكم على أمر بأنه خطأ في العرف الاجتماعي، لكن الدين لا يمنعه، كترك لبس الغترة والعقال.

    وقال أيضا في بيان هذا المعنى: إذا قيل لشخص هذا خطأ، فبأي معيار يكون النظر؟ فإذا كان الخطأ بمعيار الدين، فإن تحدي هذا المعيار، هو تحد لمن وضع هذا المعيار، وهو الله عز وجل، ويختص هذا بالحرمة، والمخالف فيه مستحق للعقوبة الشرعية، إما إذا كان الخطأ بمعيار المجتمع، فإن من يخالف فيه يكون متحديا لأعراف المجتمع وعاداته، ومن يقوم بهذا يكسب عداوة المجتمع، وإن كان الفعل غير محرم، كمثال: التخلي عن لبس الغترة، والعقال، في المجالس، فإن فاعل ذلك في عرف الناس يخرم في مكانة الشخص، ويؤثر على منزلته في المجتمع.

  وعن روح التحدي عندي الشباب، قال الدكتور: إن الشباب لهم قدرة على التصدي للعادات السيئة، والأعراف الفاسدة، ويمكنهم تغيير المجتمع للأفضل، بجعله أكثر توافقا مع الدين والقيم، مشيرا إلى أن هذا التحدي يجب أن لا يكون بالعنف والجدال، بل بالتي هي أحسن، ببيان الحق، وحمل المجتمع عليه.   وقد ختم الدكتور بالتنبيه على ما يترتب على مخالفة المجتمع، فذكر أن ذلك ينجم عنه اهتزاز في المكانة عند الناس، مع قلة المناصرة، مبينا أن نوعية المناصرين تختلف في هذا التحدي، فإذا كان المرء يدعو للقيم، ولما ينفع الناس، فإن فئة المناصرين تكون من أهل العقل، والرزانة، ودعاة الفضيلة، إما إن كانت الدعوة لما يخالف قيم المجتمع، فإن من يسير في هذا الركاب، هم أصحاب التفاهة، والانحلال.

المقاطع القصيرة

لماذا نفعل الصواب ومن حولنا يعملون الخطأ؟

دلالة تساؤل الشباب عن فعل الصواب والكل يعمل الخطأ

من يحدد ما هو الصواب وما هو الخطأ؟

روح التحدي عند الشباب والجانب الإيجابي فيها

الآثار المترتبة على مخالفة المجتمع