نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس – خطبة الجمعة 14 صفر 1439هـ


الملخص

    تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن حديث: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس”، فذكر حديث البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ”.

    وعلق على الحديث فقال: لا شك أن نعم الله عز وجل على العباد كثيرة، لا تعد ولا تحصى، نعم نتقلب فيها في الليل والنهار، تعطى بغير حساب للبر والفاجر، للمسلم والكافر، نعم في الصحة، نعم في الرزق، نعم في البيئة والطبيعة، نعم تترى لا نستطيع عدها، وكل نعمة تتضمن في داخلها عدد لا يحصى من النعم.

    ويقول الدكتور أيضا: هذا الحديث ينبه على نعمتين موجودتين عند كل البشر، وقد عبر الحديث بكلمة “مغبون فيهما كثير من الناس”، والغبن هو الخديعة، كأن الإنسان يخدع نفسه بنفسه، عند توفر هذه النعم، فلا يستغلها الاستغلال الأمثل، فالإنسان يحتاج للقيام بواجباته، إلى صحة تعينه على هذه الطاعات، وإلى وقت تؤدي فيه.

     ويضيف الدكتور: إذا اجتمع للإنسان الوقت والصحة، فعليه أن يبادر باستغلال هذه الفرصة، لأن الفرص قلما تتوفر، فعلى الإنسان أن ينتبه إلى أن الصحة قد تذهب، وإلى أن الوقت قد يشغل، فعليه أن يبادر إلى الطاعات، {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}.

   ويذكر الدكتور في هذا السياق أن العبد الذي تمر عليه الأيام، والساعات، وهو في صحة وعافية، وليس عنده ما يشغله، ثم لا يبادر إلى أن يودع في هذا الوقت طاعة يدخرها عند الله عز وجل، فقد خدع نفسه، وضيع الفرصة؛ لأنه معرض للانشغال، وللمرض، والهرم.

   وقد حث على اغتنام الفرص التي تمر بالإنسان، كفرصة المال، والجاه، والمنصب، واستخدامها فيما يرضي الله عز وجل، فينفع بها المسلمين، وينفع بها نفسه في الدنيا والآخرة، ويكف عن ملاحقة الوهم، وبناء المجد الزائل.

    ويقول الدكتور الأنصاري إنه يلزم تجديد الصلة بالله عز وجل، وعقد العزم الأكيد على طاعته وترك التعذر بعدم وجود الوقت، أو المال الكافي، مشيرا إلى أن مثل هذه شكوى في غير محلها، فلا يشترط التفرغ لوقت طويل، ولا الانتهاء من جميع الأعمال.     وختم الدكتور بالتأكيد على المداومة على العمل فقال: إن الإنسان مطالب بأن يأخذ من الأعمال ما يطيق، “إن الله لا يمل حتى تملوا”، فلا يجهد الإنسان نفسه بنية وعزم، يدفعه الحماس، ثم ينقطع، بل عليه أن يأخذ من العمل ما يطيق، ويستطيع المداومة عليه، “أحب الأعمال إلى الله أدومها”.

ما جاء في أن الصحة والفراغ نعمتان

الحث على انتهاز الفرص

تجديد الصلة بالله والتفرغ لعبادته

المداومة على العمل