الشباب والتراث الإسلامي – قضايا شبابية – الحلقة 27


الملخص

قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري إن الشباب اليوم يعيشون في عالم مفتوح مليء بالمعلومات، فيها الموثوق وغير الموثوق، ثم إنهم يتلقفون هذه الأفكار التي تعرض عبر المواقع، ووسائل التواصل، بما فيها من منتاقضات، قد تصل لحد تشويه التاريخ، بل وللتشكيك في الدين.

     وأضاف الدكتور في حديث لبرنامج قضايا شبابية: ربما يطلع الشاب على أمور يظنها تستند إلى دليل، فتضطرب نفسيته، ويدخل في مرحلة من الشك، تؤثر على نظرته للدين، والمجتمع، بل قد يتطور ذلك إلى العداء للثوابت، وسبب هذا الاختلال في الغالب يعود إلى أكاذيب، وروايات موضوعة، دست في التاريخ الإسلامي، بقصد الإساءة، والتشويه.

     ويقول الدكتور إنه على الشاب أن لا ينبهر بما يرى، من شكوك، ولبس، ولا يظنن أنه اطلع على شيء جديد، فمعظم الشبهات التي تسيء لثوابت الأمة وتاريخها، ليست وليدة اليوم، بل هي قديمة، ومردود عليها، لكن يعاد تكرارها، وتثار من حين لآخر، وقد تناولها العلماء قديما وحديثا بالبحث، وبينوا خطأها، وكشفوا عوارها، فكون الشاب لا يعرف هذه الردود، يجعله يتفاجأ بمثل هذه الشبهات، منبها إلى أن التعامل مع هذه الأمور يكون بسؤال أهل الاختصاص، الذين يوثق بعلمهم، وفهمهم.

     وقد نصح الدكتور الأنصاري الشباب في هذا السياق، بترك التعصب للرأي، لكونه يمنع صاحبه من البحث عن الحقيقة، مبينا أنه لا بد أن يعطى للعقل فرصة للاستكشاف، والقراءة، والبحث، وأن ذلك يكون بالاستعانة بأهل الاختصاص، للاسترشاد بهم عما يقرأ، وما يترك، وكيف يمحص، حتى يصل للرأي الصحيح.

   وقال أيضا: إن المتعصب يفقد المقياس الصحيح لتقويم الآراء، ويجعل رأيه هو الميزان، ومن خالفه هو المخطئ، لذلك على الشاب أن يبتعد عن التعصب، لأنه يمنع من الانطلاق في التفكير، ويحجز عن بناء المواقف الصحيحة.

وأشار الدكتور للتشويه الذي يحدثه الإعلام الجديد، من نجوم السوشيال ميديا، وصناع المحتوى، فذكر أن عندهم إمكانيات هائلة في العرض، والانتشار، لكن عند البحث فيما يقدمون فإنه في الغالب معلومات مهلهلة، ومحتوى ضعيف، لا يقوم على أساس، بل بهرجة في الصورة، وتزويق للأفكار، ومثل لذلك بما يقومون به من تشكيك في الثوابت، وذلك بالنيل من القرآن، والسنة، وتشويه التاريخ الإسلامي، والإساءة للصحابة، وغير ذلك.

وختم الدكتور بحث الشباب على الثقة في تراثهم وتاريخهم، وبين أن الإشكال ليس في التراث ولا في التاريخ، وإنما هو في الفهم، ثم أرجع هذا لضعف المنهج التعليمي، وذكر أنه لا بد من امتلاك الأدوات التي تعين على القراءة الصحيحة، التي تتيح للشاب معرفة الفرق بين الكتب التي تجمع المرويات، وبين الكتب التي تحقق وتمحص هذه المرويات، ليميز بين الصحيح منها، والسقيم.

من الأمور المعينة في هذا الصدد والتي أكد عليها الدكتور، مسألة التبحر في اللغة العربية، فقد نبه إلى أنه من أهم المفاتيح لفهم التراث، فإذا لم يكن الشاب على علم وتمكن بهذا الفن، فإنه سيبقى عاجزا عن بلوغ كنهه.

المقاطع القصيرة

انتشار الأفكار المشوهة وتأثير ذلك على الشباب

نصيحة للشباب في التعامل مع ما يرد من شبهات

توجيه للشباب في شأن ما يستجد من أفكار

التحذير من التعصب

الإعلام الجديد ومسألة تشويه التراث

كيف يمكن للشاب أن يثق في تراثه وتاريخه؟