وتزودوا – خطبة الجمعة ١٦ ذو القعدة ١٤٤٠هـ       


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في بداية خطبته عن الاستعداد لرحلة الحج فقال: ” بدأ موسم الاستعداد لرحلة الحج عند كثير من المسلمين وأخذ الناس يتزودون لهذه الرحلة ويستعدون، فمنهم من يجهز ملابس الإحرام والحاجات التي يحتاجها في رحلته، ومنهم من طفق يسأل ويتعلم أحكام الحج ويشتري الكتب” ثم يذكر الدكتور ما يستعد به لهذه الرحلة، وهو الإقبال على الله عز وجل بالطاعات والتذلل والتوبة والاستغفار، وإرجاع الحقوق ورد الأمانات.

زاد رحلة الحج

أورد الدكتور في هذا المعنى قول الله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} فذكر في إيضاح هذه الآية الكريمة ما يبينه  الله عز وجل لعباده  من أن رحلة الحج لها موسم محدد، فمن نوى الحج في هذا الموسم فليعلم أنه ذاهب إلى رحلة مقدسة غرضها تطهير النفس وترقيتها فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، فليستعد الإنسان بترك هذه الأمور لتزكو نفسه بأعمال الخير الظاهرة والباطنة.

ثم أضاف في ببيان زاد الرحلة، ما ورد في سبب نزول قوله تعالى: { َتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} وهو أن قوما كانوا يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون، فأنزل الله عز وجل فيهم قوله: { َتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} فالله عز وجل يأمرهم بأخذ الزاد لهذه الرحلة ثم يدلهم سبحانه على أن خير ما يتزود به الإنسان في دنياه هو التقوى.

عظات في رحلة الحج

من الأسرار والعظات التي ذكرها فضيلة الدكتور ما تذكر به هذه الرحلة من رحيل عن الدينا فحين يبدأ الإنسان الاستعداد لهذه الرحلة تتمثل أمامه رحلة العمر الكبرى إلى الله والدار الآخرة.

 ويؤكد الدكتور هذا المعنى فيقول: في هذه الرحلة مفارقة مؤقتة للديار والأوطان والأحباب تذكره بمفارقة هذه الدنيا وما فيها والذهاب إلى الله والدار الآخرة.

وينبه كذلك على أن هذا الأسرار والرموز، لها أثر في نفس الحاج فكل من عاش هذا الموسم يستحضر هذا المعنى، ويتأثر به، ثم يذكر حسرة وخسران أولئك الذين رأوا هذه الرحلة نصبا وتعبا، عكس أولئك الذين خالط نعيم اللقاء قلوبهم، فيأنسون بالكعبة والصفا، وكذا سائر المشاعر، فكلها من النعيم الذي يغسل القلب، كما يقول فضيلة الدكتور .

المقاطع القصيرة

الاستعداد لرحلة لحج، والأمر بأخذ الزاد لها

ما تذكر به رحلة الحج من مفارقة للدنيا

من عظات رحلة الحج، وما فيها من معاني الرحلة الكبرى

زاد الرحلة الكبرى