“في حب مكة” – خطبة الجمعة ٩ ذو القعدة ١٤٤٠هـ


الملخص

تحدث فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة عن حب مكة المكرمة، فبث أشواقه، ومشاعره لهذا البلد الأمين، ووصف ما يكابده المحب لهذا المكان العظيم، الذي ينبض فيه القلب بكل معاني الأنس والمحبة.

أشواق وعواطف في حب مكة المكرمة

تعرض فضيلة الدكتور لطرف من قصة الحب القديمة لمكة المكرمة، وهي قصة يعيشها كل مسلم، فذكر وقوف إبراهيم عليه السلام وهو يدعو ربه، ووداعه لزوجه وابنه، كما في قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}.

وقد وقف الدكتور عند معنى “تهوي” في الآية الكريمة، فأشار للطافة هذا التعبير “تهوي” فكأن القلوب تسقط سقوطا وتنجذب انجذابا إلى هذا الحرم المقدس مكة المكرمة مهوى الأفئدة ومهبط القلوب، وقد استجاب الله عز وجل دعاء إبراهيم عليه السلام، فجعل أفئدة الناس تهوي إليها وتحبها وتشتاقها وتستعذب حرها وقرها وتستلذ وعثاءها ومشقتها.

وأضاف الدكتور في وصف جانب من جلال وعظمة مكة المكرمة، فقال: “مكة البلد الذي يتجلى فيه معنى العبودية الكاملة لله عز وجل بأبهى صوره وأقدسها الملايين تطوف وتسعى وتسجد وتركع وتدعو وتتضرع ما في أرضها إلا عبد معبد الكل بعز الله عز وجل ذليل والكل بعز الله عز وجل عزيز في مكة تزدحم المشاعر كما يزدحم الناس في الشعائر”.

من فضائل مكة المكرمة

تعرض فضيلة الدكتور لفضل مكة المكرمة من خلال القرآن الكريم، وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمن ذلك قوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)}، فذكر أن من سكن بمكة المكرمة، يعرف معنى كونها البلد الأمين، ثم أورد كذلك سورة قريش، قال الله تعالى: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)}، ثم ذكر ما روي عن النبي صلى الله عليه في الحديث المشهور أنه قال: “والله إنك  لأحب أرض الله إلى الله، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت “، وختم الدكتور، بيان هذا الفضل بقول الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.

المقاطع القصيرة

أشواق وحب لمكة المكرمة

من فضائل مكة المكرمة