داء الغفلة – خطبة الجمعة ١٢ صفر ١٤٤١ هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة عن داء الغفلة، فبدأ بالحديث عن حقيقة الدنيا فقال إن الدنيا دار بوار، سريعة الحركة دائمة التقلب، عالية الضجيج، لا تترك للإنسان فرصة ليقف مع نفسه وقفات يحاسب فيها، ويجرد كشف حسابه، ويصحح مسيرته.

ويضيف بأن هذا الضجيج سيختفي يوما ما، وأن هذه الحركة الدؤوب ستتوقف {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ(1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3)}

تعرض الدكتور لأسباب داء الغفلة فقال إن الإنسان، في هذه الدنيا، يتنازعه أمران: حاضره في الدنيا، ومستقبله في الآخرة، أما الحاضر فإنه يعيش فيه وينغمس في ملذاته بما فيه من مال وغنى وثروة وأعمال ونجاحات ومنافسات وزينة وتفاخر وتكاثر بالأموال والأولاد، لكنه يعلم في قرارة نفسه أن كل هذا {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا}  يعلم هذا في قرارة نفسه، لكن تخادعه هذه النفس مستبعدة أو منكرة، وينسى أن كل هذا الحطام إما أنه سيذهب عنه أو أن الإنسان سيذهب عنه، أما مستقبله في الآخرة فيعلم الإنسان ويؤمن بأن الجنة حق وأن نعيمها خالد وأن ما فيها من نعيم أضعاف ما في هذه الدنيا وأنها لا أذى فيها ولا تنغيص.

ويتساءل الدكتور عن المشكلة ولماذا لا يفضل الإنسان الآخرة على الدنيا؟ ولماذا ينشغل بدنياه وبحطامها الزائل؟ ثم يرجع أسباب ذلك إلى حضور الدنيا أمام الإنسان، يستطيع تناول لذاتها، ومتعها بيده وجوارحه، أما نعيم الآخرة فهو غيب بعيد عن العين يقل أثره في القلب، وعلى الجوارح، بالإضافة إلى طول الأمل والتسويف، الذي يغري بتأجيل التوبة.

ويبين الدكتور علاج هذا الداء، فيقول: ولهذا الأمر علاج دل عليه الكتاب والسنة منها استحضار أن نعيم الدنيا لا يحصل عليه المرء إلا بتنغيص، ومنها ذكر الموت دائما، واستحضار نعيم الآخرة، وما أعد الله لعباده الصالحين ومداومة ذكر الله عز وجل.

حقيقة الدنيا

حياة الإنسان في هذه الدنيا، وقضية المصير الأخروي

سر إيثار الحياة الدنيا على الآخرة وعلاج ذلك

الدنيا مزرعة الآخرة