الشباب ولفت الأنظار – قضايا شبابية – الحلقة 4


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، لبرنامج قضايا شبابية، عن موضوع: الشباب ولفت الأنظار، فقال إن قضية لفت الأنظار، فطرة في الإنسان، فالإنسان يعيش مع الناس ويحب أن يكون له مكانة بينهم، لذلك يقوم بالأعمال التي من شأنها أن تجعل له هذه المكانة، وتجلب له المدح والثناء، والإعجاب.

ويضيف الدكتور، أن كثيرا من الشباب يتبارون في إظهار الصفات الحسنة، وربما تباروا في إظهار الملابس الجميلة، والمظهر الحسن، فالإنسان إذا قام بهذا حاز إعجاب الناس، وكلمات الثناء، مما يسبب له ارتياحا نفسيا، بخلاف إذا ما قام بذلك ولم يحز الإعجاب، أو المدح، فربما سبب له ألما، لشعوره بالتجاهل، وعدم الاهتمام.

وأكد الدكتور هذا المعنى، فذكر أن لفت الأنظار مسألة فطرية في الإنسان تنشأ معه منذ الصغر، تبدأ معه في المشي والحركة والكلام، يفعل أشياء وينتظر رد الفعل، داعيا الآباء إلى ملاحظة هذا السلوك في الأبناء، لأن إهماله قد يسبب أشياء خطرة، فيلاحظ أن الطفل إذا عرض ملابسه الجديدة، والحركة التي تعلمها، أو سمَّع السورة التي حفظها، فإنه ينتظر الإعجاب، مثل التربيت على الكتف أو الضم أو الدعاء، أو شيء يدل على الإعجاب، مشيرا إلى أن هذا مهم لسلامة النمو النفسي للطفل، لأن الطفل الذي يهمل، ولا يلتفت لملكاته التي يستعرضها، قد يبحث عن هذا الإعجاب بشكل آخر، إما أن يبحث عنه خارج المحيط، أو يبحث عنه بطريقة فظة وسيئة.

وحول مسألة إهمال لفت الأنظار، وهل يمكن أن يتجاوزه الشباب في الكبر قال الدكتور إن الإنسان عندما يكبر وينضج ولم يهذب سلوكه، فإن لفت الأنظار يبقى معه ويؤثر عليه، منبها إلى أنه يمكن علاجه، لكن كلما استفحل، وكبر الإنسان، فإن ذلك يصعب.

وقال أيضا: بأن الإنسان الناجح هو الذي يحب للناس ما يحب لنفسه، ويقدر جهودهم ويحترمهم، فالناس يحبون من يحترمهم ويقدر جهدهم، لأن من يهمل جهود الآخرين وإنجازاتهم، هو شخصية غير مقبولة تسبب الإرباك، والجو السلبي.

ويلاحظ الدكتور أن هذا الأمر، يقع من أناس عندهم فظاظة في التعامل، وعدم اكتراث بالناس، فيشعرون بأنهم مهملين، ويريدوا فرض احترامهم على الناس.

  تناول الدكتور المجالات التي تلفت الأنظار فذكر أن المجالات الصحيحة في هذا السياق التي يستطيع الإنسان القيام بها هي: مجال الدراسة، والهوايات النافعة كالفروسية، وكتابة الشعر، مع مجالات أخرى تثير الإعجاب، مثل: الأخلاق الحميدة على وسائل التواصل، كالتعبير بعبارات جيدة، والقدرة على الاستقبال والتوديع والدعاء.

من المسائل المهمة في هذا السياق كذلك والتي نبه عليه الدكتور، مجال خدمة الناس وتقديم المساعدة لهم، فهو مجال جيد لإعجاب الناس، ناصحا الشباب بالإحسان في اختيار المجال وحسن العمل.

وقد ختم الدكتور بنصيحة ذكر أنه لا بد منها في مجال لفت الأنظار، وهي قضية الإخلاص في الأعمال، فقال إن الإنسان يحتاج أن يتميز في أعمال جمهورها الملائكة، وليس البشر، ينظر إليها الله سبحانه فقط، وأضاف أن الإنسان يحتاج أن يعرف أنه إذا انقلبت به الدنيا وبينه وبين الله عز وجل علاقة ورصيد، فالله عز وجل يقدر هذا العمل ويعلمه، وقد لا يعلمه غيره.

كما أنه قد يحتاج إلى الأعمال المشهورة الناجحة التي يعجب بها الناس، فعليه أن يترك أشياء في الظل بينه وبين الله عز وجل، فتكون له خلوات في الذكر من استغفار، وتسبيح، والتهليل، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وصلوات قيام في الليل، وكذا صدقات في السر.

المقاطع القصيرة

هل اهتمام الشباب بلفت الأنظار، سلبيا أم إيجابيا؟

لفت الأنظار مسألة فطرية في الإنسان

إهمال لفت الأنظار لدى الأطفال، هل هو أخطر على الذكور أم الإناث؟

هل إهمال لفت الأنظار يمكن أن يتجاوزه الشباب في الكبر؟

التعامل الصحيح مع ظاهرة لفت الأنظار

مجالات لفت الأنظار، ونصيحة في إخلاص العمل لله عز وجل