آداب وضوابط وسائل التواصل الاجتماعي – قضايا شبابية – الحلقة 13


الملخص

قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري إن وسائل التواصل الاجتماعي سمة من سمات العصر، أصبح الإنسان يقضي معها وقتا كبيرا، تستأثر بوقته واهتمامه، فتجد الشاب منشغلا بالتفكير بما يعرض في هذه الوسائل، وكيف يتكلم فيها متابعا لغيره.

وأضاف الدكتور في حديث لبرنامج قضايا شبابية الذي تقدمه إذاعة القرآن الكريم أن الشباب إذا دخل في عالم التواصل الاجتماعي، دون أن يكون محصنا، ولم يكن عنده من المبادئ والمثل ما يحميه، فإنه سيتأثر بالسلب، لكن إذا كان الشاب مستقل الشخصية سليم التفكير، تربى على القيم والمثل، عنده ثوابت في دينه وخلقه، فإن استخدام هذه الوسائل سيكون له آثار إيجابية على شخصيته.

ثم يقول الدكتور إن هذا ليس دعوة لترك هذه الوسائل بالكلية، لأن هذا أمر مستحيل، فلا يمكن أن يطلب من الشباب ترك سمة من سمات العصر، لكننا ندعو لاستخدام هذه الوسائل بطريقة ذكية، ومسؤولة تلتزم بالآداب والضوابط التي تقلل من أضرار هذه الوسائل وتزيد من منافعها.

وفي حديثه عن آداب وضوابط التواصل الاجتماعي قال إن وسائل التواصل للتواصل، فلا تجعل للتقاطع، فهي سميت بهذا الاسم، والهدف منها أن يزيد الإنسان علاقته بمن حوله من الناس بمختلف ميولهم وتوجهاتهم الفكرية، فينبغي أن ينتبه الشباب لتواصلهم مع الناس داخل هذا العالم الافتراضي، فلا يكون سببا في انقطاعهم عمن يعيش معهم مثل أهل البيت والزملاء والجلساء، لأن وسيلة التواصل هي التي تصل الإنسان بالآخرين، فإذا كانت هذه الوسيلة تسبب انقطاعه عن القريبين منه وإخلاله بحقوقهم، فإنها تصبح حينئذ وسيلة للتقاطع.  

ومما ذكر في هذا الشأن أيضا أن هذه الوسائل سوق مفتوح للجميع ليس لها ضوابط في الدخول والانتماء، كل إنسان يستطيع أن يُفعِّل حسابا له في وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، ثم يبدأ يبث ما يشاء من صور ومقاطع ومقالات وأفكار، يدخل في هذا السوق الذكي والغبي، قوي الفهم وضعيفه، والمؤدب وغير المؤدب.

وحول سؤال عن وسائل التواصل الاجتماعي، وهل هي مكان مناسب، لمناقشة الأفكار، قال إن هذه الوسائل أسوأ مكان لمناقشة الأفكار، فعند طرح فكرة في وسائل التواصل، فإنه لا يضمن من يلتقطها أو يناقشها، لا يضمن من يأخذها ويوظفها توظيفا سيئا، فربما ينتقد الإنسان مؤسسة حكومية أو تجارية ويكون قصده الإصلاح، فليتقط ذلك شخص مغرض يريد مهاجمة البلد فيضع عليها مزيدا من الأباطيل، ويبدأ في نشرها، فليست المكان المناسب لصناعة الأفكار، أو تبنيها ونقاشها، فالمكان المناسب لصناعة الأفكار هو الجامعات، وأماكن النقاش حلقات العلم.

مؤكدا أن من دخل وسائل التواصل يريد صناعة الأفكار، فإنما يحصل على أفكار مشوهة، وسيبقى مترددا، لأن مكانها المناسب ليس وسائل التواصل.

وفي سياق تناول الدكتور لهذه الضوابط، حذر من استخدام وسائل التواصل أثناء القيادة، فنبه إلى أن هذا الأمر مسألة حياة أو موت، فكثيرا ما فقدت أرواح بهذا السبب، وأضاف: ” حينما أقود سيارتي وأشعر أن الذي أمامي بطيء جدا في السرعة غير ملتزم بمسار الطريق، أكاد أحلف أنه يستعمل الهاتف، فإذا مررت بجواره وجدته بالفعل يطبع رسالة، ولذلك نقول إن وسائل التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى أنها ممنوعة قانونا فإنها محرمة شرعا، فلا يجوز لك أن تعرض حياتك وحياة للآخرين للخطر”.

وقد ختم بالتنبيه على ضرورة منح النفس إجازات قصيرة عن وسائل التواصل، بالتخطيط وتعمد تركها، يقول الدكتور: “اترك الهاتف على الشاحن بعيدا عنك واذهب بعيدا عنه، واجعل لنفسك ساعات أو حتى أيام لا تستعمل فيها الهاتف، تغلقه، أنا لا أقول اجعل هذا ديدنك في الحياة، لا تستعمله، لكن إذا كنت أنت مثلا من المدمنين جدا بحيث لا تستطيع أن تترك الهاتف، جرب أن تضعه في الشاحن بعيدا عنك وتغادر المكان لمدة ثلاث أو أربع ساعات

ويؤكد الدكتور هذا المعنى فيرى أن هذه الإجازات من وسائل التواصل، مهمة لاعتدال الإنسان النفسي، وعلاقته بالله عز وجل ثم علاقاته بالآخرين.

المقاطع القصيرة

كيف يمكن للشباب تجنب أضرار وسائل التواصل الاجتماعي؟

وسائل التواصل للتواصل فلا تجعلها للتقاطع

وسائل التواصل سوق مفتوح للجميع

تنافس وسائل التواصل على عقول الشباب

هل وسائل التواصل مكان مناسب لمناقشة الأفكار؟

مما يطلب من داخل وسائل التواصل استشعار مراقبة الله عز وجل

السلوك الذي يجب أن يطبع العلاقة بين الشباب والفتيات على وسائل التواصل

لا تترك وسائل التواصل تسرق وقتك

مما يلزم مراعاة الخصوصية على وسائل التواصل الاجتماعي

التحذير من استخدام وسائل التواصل أثناء القيادة

امنح نفسك إجازات قصيرة عن وسائل التواصل