الصلاة – خطبة الجمعة ١٠ جمادى الآخر ١٤٤٠هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة عن الصلاة، فقال إنها مظهر من مظاهر الفزع إلى الله والالتجاء إليه، لو أعطيت حقها وأديت كما ينبغي، مشيرا إلى أن معانيها الجليلة تحولت إلى صلاة جوفاء.

 وأضاف في هذا المعنى: “هذه العبادة العظيمة المشتقة من الصلة بالله عز وجل، هذه العبادة التي فرض الله عز وجل على أمة محمد صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج، ليشير إلى أنها معراج لروح كل مسلم، يتصل بها بالملأ الأعلى، كيف تحولت هذه الصلاة إلى فعل أجوف؟ كيف تحولت إلى حركات لا أثر لها على حياتنا، وكيف تمر أعمار أبنائنا وبناتنا وهم لم يتذوقوا لذة السجود أو لذة الركوع أو لذة المناجاة في هذه الصلاة”.

ومما ذكر في هذا السياق أيضا ما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إِذا حز بِهِ أَمْرٌ فَزِعَ إِلَى الصلَاة، والتي كان يقول عنها: “أرحنا بها يا بلال”,

وقد حث الدكتور الأنصاري على إقامة الصلاة وأدائها كما أمر الله عز وجل، مبينا كيف يتأتى ذلك فقال: استشعار أنك ستقابل الله عز وجل ستقف أمامه ليس بينك وبينه ترجمان تبثه شكواك وقد علمك كيف تتكلم بالصلاة علمك كيف تقرأ الفاتحة وكيف تسبح وكيف تركع وكيف تسجد استشعر هذه المقابلة مع الله عز وجل استشعر أنك العبد الذليل وأنه الرب القوي العزيز الرحمن الرحيم، واطلب منه وتقرب إليه. إذا استشعرت هذا ستتغير صلاتك. فكر فيما تقول وتقرأ وفكر فيما تفعل تفكر في معاني الآيات التي تقرؤها.

وقد تعرض لمسألة تربية الأبناء على الصلاة، وهي قضية كما يقول الدكتور يشكو منها كثير من المربين فقال: إن الحل في فهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا” ثم أردف: وللأسف الشديد لم نفهم ولم نطبق من هذا الحديث إلا كلمة واحدة “اضربوهم” فولدنا الكره للصلاة في نفوس أبنائنا والحديث لا بد أن يفهم من أوله، منذ أن يبلغ السابعة علم ابنك كيف يقف كيف يصلي إذا رأيته يلعب، تكلم معه برفق أن الصلاة لا يصلح فيها اللعب.

وأضاف في بيان هذا الخطة والمنهج التربوي: إذا بلغ العاشرة استمر في هذه التربية فإذا ترك وعاند فإنه يضرب ضربا خفيفا، واعلموا أن ضرب الوالد لا يؤثر إلا إذا كان الوالد محبوبا من أبنائه، حبيبا إليهم، مربيا لهم، وإلا فإن الضرب ما هو إلا زيادة في بغض الصلاة.

وقد ختم الدكتور بالتنبيه إلى أن الصلاة معونة للإنسان تقويه {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبِرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}، محذرا من استثقالها فقال: اعلم أنك ما زلت بحاجة إلى أن تتعلم أكثر عن الصلاة، وإلى أن تقرأ أكثر عن الصلاة، وإلى أن تمارس الصلاة ممارسة حقيقية حتى تصل إلى هذه الدرجة، إذا كنت ما زلت تستسهل الصلاة وترى أنها معطلة لك عن أعمالك، فاعلم أنك ما زلت تحبو في علاقتك مع الله عز وجل، وأن أمامك درجات من القربى ومن اللذة في العلاقة مع الله، لم تبلغها، فبادر عمرك واحرص على بلوغ هذه الدرجات.

الصلاة راحة للقلب، وملجأ للإنسان إلى الله سبحانه

كيف نقيم الصلاة على الوجه المطلوب؟

الحث على تربية الأبناء على الصلاة، بالحكمة والأسلوب الحسن

الصلاة معونة للإنسان، ولا يستثقلها إلا من حرم متعة القرب