صحيح البخاري جهد أمة – خطبة الجمعة ٨ رجب ١٤٤٠هـ


الملخص

تناول الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة القيمة الكبيرة لصحيح البخاري، والجهد العظيم فيه، فبدأ بالحديث عن الهجوم على الرموز والثوابت، والطعن في السنة، فقال إن الهجوم اتخذ أشكالا شتى منها العسكري، ومنها العنيف، لكن من أخطرها الهجوم على الثوابت، وهو ما يشاهد هذه الأيام، من تطاول على السنة، وهجوم على إمام المحدثين البخاري وعلى كتابه الصحيح، منبها إلى أن علم الحديث من مفاخر الإسلام لأنه علم قام على أسس متينة، ومنهجية صارمة، هدفها نفي الكذب عن  حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكشف الوضع، وأنه لا يقبل إلا ما صح من الحديث.

      وفي سياق حديثه عن هذه المنهجية عند علماء الحديث، قال إن عدد الأحاديث الضعيفة والمردودة والمكذوبة التي سجلت في كتب العلم، والتي كشفها النقاد، وفضحوها، كبير جدا ولا يقبل من الحديث إلا ما صمد لنقد النقاد، من علماء الحديث، مردفا أن أكثر النقاد صرامة وأصعبهم شرطا الإمام محمد بن إسماعيل البخاري.

    وقد تحدث الدكتور عن القيمة الكبيرة لصحيح البخاري فقال إن الأمة تلقته بالقبول، ولم تتلق الأمة الكتاب دون الحكم عليه، ونقد أحاديثه، فالأمام البخاري لما ذاع صيته، نوقش وامتحن من قبل جهابذة علم الحديث في عصره، من شيوخه قبل أن يؤلف الصحيح، ولما صمد لهذه النقاشات وهذه الامتحانات سلم الناس له بالإمامة والحفظ والإتقان، ثم بعد ذلك وضع الإمام شرطه القاسي وجمعه مما حفظ ودرس، أحاديث الصحيح.

 ويضيف الدكتور الأنصاري في هذا السياق: “بعد أن ألف الصحيح اشتغل عدد كبير لا يحصى من علماء الأمة بهذا الكتاب يدرسونه، وينقدون أحاديثه ويوضحونها ويناقشون الأسانيد ومتون الأحاديث، في كل عصر من بعد البخاري حتى يومنا هذ”.

واستنكر الدكتور ما يقع هذه الأيام من بعض الجهلة من نقد للجامع الصحيح، فقال: لم نر من يتحرى الحق أو من يمتلك المنهج الصحيح أو من عنده دراية بمناهج علم الحديث لم نر إلا متسلقين على العلم هيأ لهم الإعلام المنصات والبرامج ليبثوا أوهامهم، لا نسمع إلا كلاما عاما مرسلا، لا سند ولا دليل عليه.       ويختم الدكتور بالتقليل من قيمة هؤلاء فيقول: “لا يهولنكم طنين الذباب حول صحيح البخاري، ولا حول كتب السنة، فإنها أقوى وأثبت وأرسخ في هذه الأمة، من أن يطفئها جاهل أو أحمق غر، يبحث عن الشهرة، أو مجد زائف له؛ ليلمع اسمه، هيهات، إنما يلمع الاسم الذي تحلى صاحبه بالإخلاص، وبذل عصارة عمره، كما فعل الإمام البخاري _رحمه الله_ وكما فعل الجهابذة من علماء الإسلام.

علم الحديث وأسسه المتينة، وما امتاز به البخاري في صحيحه

القيمة الكبيرة لصحيح البخاري، وتلقي الأمة له بالقبول

استنكار ما يقوم به بعض الجهلة من نقد للجامع الصحيح