طول البلاء والحكمة منه – خطبة الجمعة ٢٢ رجب ١٤٤٠هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة عن طول البلاء والحكمة منه، فقال: إن من حكمة الله جل وعلا أن يسلط البلاء على الناس؛ ليراجعوا أنفسهم ويعودوا إلى الله، ولكن البلاء إذا اشتد وطال أمده، فإنه ربما يوقع بعض الناس في اليأس فيضيع اتجاههم ويضلون ويجهلون الحكمة من هذا البلاء، ويدخلهم اليأس وانقطاع الأمل؛ فيقل صبرهم.

 وقد تتبدل مبادئهم فيرون الحق باطلا والباطل حقا ولأجل ذلك نرى كتاب الله عز وجل دائما يذكر البلاء مشفوعا بعلاجه وهو الصبر، ومقرونا بحكمته وهي الرجوع إلى الله، {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}

وأضاف الدكتور، متحدثا عما تتعرض له الأمة من امتحان شاق: “بلاء عظيم تتزايد فيه مقولات الإحباط والتخوين، عدونا أقوى منا سلاحا وعدة، نحن متخلفون إلى آخر تلك المقولات التي تروج في كل وسيلة إعلامية، بل يتزايد البلاء حتى يقع اللوم على ما تمر به الأمة من الضعف والتخلف، يقع اللوم في ذلك على المخلصين من أبنائها المتمسكين بالحقوق الثابتين على المبادئ، تفسر كل هزيمة وكل نكبة بسبب تمسكهم بهذه المبادئ، ودفاعهم عن الأمة، ويزيد البلاء بذهاب مقاليد الأمور وشؤون التحكم إلى أولئك العملاء، فيملكون القرار، ويحاربون أهل المبادئ ويعلون من شأن السفهاء، ويسلمونهم منابر الإعلام والتأثير”.

ثم يقول الدكتور إن هذه هي طبيعة البلاء، يقدره الله لكي يراجع الناس إيمانهم ودينهم، ويرجعوا إلى الله عز وجل، ويتركوا شهوات النفس، وينقسم الناس إزاء ذلك إلى قوم تتضح لهم الحقائق، ويثبت الله قلوبهم، وقوم يترددون، ويتبعون الشهوات ويمتد البلاء، وتمتد مهلة الله عز وجل لهم، وفي امتدادها ينضم قوم إلى هذا الفريق، وقوم إلى ذاك الفريق، ثم يأتي قدر الله الغالب مفاجئا لأكثر الناس، لكن ليس مفاجئا للثابتين المؤمنين، لأنهم كانوا يرون إرهاصات ومقدمات، لا ينتبه لها أكثر الناس في خضم البلاء، ويأتي قدر الله وأمره بشارة للمؤمنين المنتظرين، ومفاجئا لغيرهم من المترددين، تفاجئهم النتائج الهائلة التي تحدث الفرق وتطيح بالظالمين وينجي الله من يشاء.

كما تعرض الدكتور للإشارة للأحداث والمحن العظيمة، التي تقع هذه الأيام، وقال إن هذه الأحداث تبعث على الإحباط في نفوس الناس، ورغم هذا فإن المؤمنين يرون وعد الله وينتظرون نصره ويثبتون على دينهم ومبادئهم، منبها إلى الدعوات التي تتزايد في المحافل الدولية لتجريم معاداة الإسلام وتجريم الخوف منه، مثل الإدانة للحركات التي تضطهد المسلمين في كل مكان، وكذا إقبال الناس على التعرف على الإسلام والقراءة عنه في أعقاب كل مصيبة ونكبة تحل بالمسلمين، وكذلك اليقظة التي تدب في أوصال الشعوب الإسلامية.

من سنن الله عز وجل في الابتلاء

الابتلاءات والمشاق في حياة الأمة، وما يعقبها من نصر

النصر قادم، رغم المحن والأحداث العظيمة