الشباب والحياة الأسرية – قضايا شبابية – الحلقة 24


الملخص

قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري إن الأسرة هي قوام المجتمع وعليها يبنى، والإسلام نظر إلى الأسرة نظرة خاصة، فاعتبرها مجالا للمعروف، ولذلك تكررت كلمة المعروف كثيرا في الآيات المهتمة بتنظيم شؤون الأسرة.

    وأضاف الدكتور _في حديث لبرنامج قضايا شبابية، الذي تقدمه إذاعة القرآن الكريم_:

“نحن هنا نريد أن نحدث الشباب عن موضوع الأسرة، بحيث يستوعبون أهميتها، نعلم أن كل شاب وشابة يحلم بتكوين أسرة يحلم بالزواج والبيت المستقل، ويرسمون صورة خيالية في أذهانهم عن هذا المستقبل وعن شريك المستقبل، يستشعرون في قرارة أنفسهم مشاعر الحب والرغبة في الارتباط بطرف آخر، يقاسمهم المشاعر والأحلام، في بناء المستقبل، والكفاح في الحياة، ويميل الشباب دائما عند التفكير في موضوع الأسرة، إلى رسم صورة وردية، صورة بعيدة عن العيوب والسلبيات والمنغصات، فلا يضع في اعتباره أن هناك مسؤوليات ستقع عليه، بل يتخيل الموضوع متعة وأنس، ويرسم صورة عن الأبناء أنهم أبناء ناجحين، سوف يدخلهم أفضل المدارس، ويجعلهم نجوما في المجتمع، الذي يحدث أن الشباب بعد الزواج يقضون فترة في هذه الحياة الوردية، ثم يصطدمون بالعقبات التي لم يعرفوها، ولم يفكروا فيها، وبالتالي تحدث المشاكل، وقد يصل الأمر إلى الانفصال والطلاق”.

      من القضايا الهامة التي تناولها الدكتور في هذا السياق، مسألة الحقوق والواجبات في الحياة الزوجية، فقال: إن كل إنسان مطالب بواجبات يقوم بها تجاه الآخرين، وله حقوق أيضا عند الآخرين، فاستحضار الشباب لهذا، سيوجد عندهم تصور مبدئي لتحمل المسؤولية.

     ويقول في هذا المعنى أيضا: الأفضل للإنسان أن يستعد، ويهيئ نفسه ويجتهد ليؤدي ما عليه، من حقوق تجاه الطرف الآخر، بقدر ما يستطيع، ثم يوطن نفسه على المسامحة وقبول العذر، هذا يجعل الحياة تسير، بسير آمن، وتتوثق عرى المحبة.

     وردا على سؤال عن الفروق في طريقة التفكير، بين الذكر والأنثى، في الحياة الزوجية، قال: “الأنثى والذكر ليسا متساويين بل هما متكاملان، يكمل بعضهم بعضا، وهذا التكامل يقتضي وجود فروق، بين الشخصيات، فالشاب يتعامل مع محيط من الرجال نمط التفكير فيه متشابه، والأنثى تتعامل مع محيط من النساء نمط تفكيرهن أيضا متشابه، وينسى الشاب في أنه يتعامل مع إنسان مختلف عنه في الطبائع، فيبدأ يعامل المرأة مثلما يعامل أصدقاءه، فيجرح مشاعرها، وكذلك الفتاة تتعامل مع زوجها كما تعامل صاحباتها، وتنتظر منه تعامل الصديقات المليء بالرقة، فحتى يفهم كل طرف طبيعة الثاني يحتاج إلى صبر وتعلم”

       وقد تناول الدكتور قضية الخلاف في الحياة الزوجية فذكر أن المشاكل وقود للمشاعر، في الحياة الزوجية، بشرط التعامل معها على الوجه الأمثل، يقول الدكتور: “المشاكل إذا كان التعامل معها مقنن مرتب بمعنى أنها تناقش بهدوء، وبمعزل عن تدخلات الآخرين، وبمعزل عن التأثير على الأولاد _إن كان هنالك أولاد_ وكان كل طرف يسعى لحل يحاول فيه أن يحتفظ بالطرف الآخر ولا يخسره، ويحاول أن يراعي مشاعره، فإن هذه المشاكل بين فترة وفترة، تسهم في بناء الثقة بين الطرفين، وفهم بعضهما البعض “.

     مما تعرض له الدكتور أيضا مسألة المودة بين الزوجين، وكيف تنشأ وتنمو، فقال: ” الحب الحقيقي يبدأ بالتكون، حينما يصبح كل طرف يبحث عن مصلحة الآخر، ويشعر بالسعادة والسرور حين يلبي حاجاته، فتنشأ الأسرة، وكل منهما يتحمل مسؤوليته، هنا تبدأ بذرة هذا الحب تنمو وتترسخ، لتؤتي ثمارها”.

    ويلخص الدكتور هذا المعنى ويوضحه قائلا: “إذا كان التعامل بين الجميع بالمعروف، بمعنى أن كل إنسان يؤدي ما عليه، ثم يتسامح فيما له من الحقوق، حينئذ نضمن أن هذه الحياة تبقى، وأن السعادة تستمر في هذه الأسرة”.

المقاطع القصيرة

أهمية الخبرة في تكوين الأسرة

واقع الحياة الزوجية، وضرورة الابتعاد عن الصورة المثالية

الحقوق والواجبات في الحياة الزوجية

هل هناك فروق في طريقة التفكير، بين الذكر والأنثى في الحياة الزوجية؟

المشاكل وقود للحياة الزوجية

الأطفال أسياد المنزل

الحب بين الزوجين كيف ينشأ وكيف ينمو؟