من غشنا فليس منا – خطبة الجمعة ١٨ شعبان ١٤٣٩ هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة عن الغش وأضراره، انطلاقا من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة من طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا، فقال: “يا صاحب الطعام، ما هذا؟ قال: أصابته السماء، يا رسول الله، قال: أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟ ثم قال: من غش فليس منا”، وفي رواية:” ليس منا من غش” وفي رواية:” من غشنا فليس منا”.

وقد حذر الدكتور من هذه الآفة الخطيرة، فقال إن مخاطرها في ثلاثة أمور:
أولها: أنها تدل على ضعف دين صاحبها، فالغشاش وإن كان صاحب صلاة وصوم وصدقات وقربات، إلا أن دينه ضعيف، حيث إنه لا يتماسك ولا يملك نفسه أمام طمعه وتطلعه إلى ما لا ما لا يستحق، فيخدع الناس ويغشهم، ولا يراعي حرمة لله عز وجل ولا لعباده.

الثاني: أن هذه الآفة تدل على انسلاخ من المجتمع، وربما يحمل في طيات نفسه عداوة خفية له، فالمخادع الغشاش يضر الناس عن عمد لأنه يخفي عنهم الخلل ويروج لهم الشيء على أنه صالحا لهم، فهو يخدعهم عن عمد،
الثالث: أن آفة الغش توهن المجتمع وتفسد حياته وتضر بأفراده، فيصبح المجتمع مجتمعا ضعيفا غير منتج.

وقد تعرض الدكتور لنوع من أنواع الغش، اعتبره هو الأخطر، فقال: ” ولكن أخطر أنواع الغش وأسوؤها عاقبة الغش الذي يكون في أعظم ثروات البلد، الذي يستهدف الطلاب والطالبات، ونقولها ونذكر بها ونحن على أبواب الاختبارات”

وأضاف: ” إن قضية التعليم قضية أمن قومي، والغش فيه يفقد الأمة أغلى ثرواتها، يفقدها ثرواتها من أبنائها وبناتها من قدراتها وطاقاتها، وإن السكوت عن هذه الظاهرة غش وخيانة لله ولرسوله وللوطن”،

ثم أشار إلى ما انتشر بين الناس من تغريدات على حسابات التواصل الاجتماعي بأرقام هواتف تحث الطلاب وتقدم لهم عروضا بكتابة الأبحاث وتقديم الواجبات وإعداد العروض التي يكلف بها الطلاب بمقابل مادي، قائلا إن هذا ليس أول مرة، بل هذه الظاهرة كانت موجودة منذ زمن بعيد نعرفها ونسمع عنها لكنها كانت في الخفاء”

وفي الخطبة حذر الدكتور الأنصاري من قطيعة الرحم لما جاء في الحديث الذي رواه البخاري: الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِى وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَنِى قَطَعَهُ اللَّهُ “، ثم قال: “قطع الرحم يتسبب بقطيعة الله عز وجل للإنسان وبالتالي تصبح أعماله لا فائدة منها. يقول الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} فالمبادرة المبادرة بسد هذه الثغرة والمبادرة المبادرة إلى صلة الرحم والاعتذار والتسامح ممن أخطأنا في حقهم والمبادرة بالتسامح حتى ممن أخطأوا في حقنا استعدادا للغنيمة الكبرى في رمضان”.

من آفات الغش، وأضراره

نماذج من تصرفات أهل الغش

من أخطر أنواع الغش، التي تهدد عملية التعليم

التحذير من قطيعة الرحم