قوة الأخلاق – خطبة الجمعة ١٣ ربيع الأول ١٤٣٩هـ


الملخص

   تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة عن الأخلاق، ومكانتها، فقال إن لمكارم الأخلاق مكانة عظيمة في دين الله عز وجل، بل إن الدين إنما جاء ليبني هذه الأخلاق ويؤسس لها في المجتمع وفي حياة الناس، لقوله صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، فحصر مهمته في إتمام مكارم الأخلاق.

 ثم قال إن حسن الخلق سبب من أسباب دخول الجنة، لما روى الترمذي بسنده عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: «تقوى الله وحسن الخلق»، وروى الترمذي عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ»

وأضاف الدكتور: “ والخلق مجال واسع، يدخل في حياة الناس في كل تفاصيلها، الخلق يتعامل به الإنسان مع نفسه، ومع أهل بيته، ومع الناس من حوله، يتعامل به مع المسلمين ومع غير المسلمين، {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ }، فالمسلم مأمور بحسن الخلق، سواء كان فردا، أو مؤسسة أو دولة، والمجتمع المسلم مأمور بحسن الخلق، وينبغي أن يكون أنموذجا له، والمؤسسة المسلمة ينبغي أن تقوم على أساس من حسن الخلق؛ يحترم فيه الإنسان قيمة العمل والإنجاز، وقضاء حاجة الناس، ويحترم فيه المراجع قيمة الحفاظ على وقت الموظف، وعدم التجاوز على حقوق زملائه وإخوانه، مؤكدا في هذا السياق، بأنه إذا ساد حسن الخلق، فإن المجتمع يكون مجتمعا قويا متماسكا، وكذا الدول التي تميزت بحسن الخلق تصبح دولا محبوبة منجزة، ومثالا يحتذى ،وإن كانت على غير الإسلام.

كما ذكر الدكتور بأن أداء الأركان على الوجه الأكمل؛ يؤدي لحسن الخلق، فقال إن هذه الأركان شرعها الله عز وجل لنا، فإذا قمنا بها على وجهها الأمثل، أنتجت في واقعنا حسن الخلق، فعن الصلاة يقول الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}، فالصلاة إذن مرتبطة ارتباطا وثيقا بحسن الخلق؛ لأنها تنهى عن الأخلاق السيئة.

  وعن الزكاة، يقول الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أن يوق الإنسان خصلة الشح السيئة، ويتربى بخصلة نيل الكرم والجود، هذا من حسن الخلق، وقد ربطه الله عز وجل بالزكاة، وفي الصوم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم “َإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ ، وَلاَ يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ  أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ” هكذا ينهى الصوم أيضا_ وهو ركن من أركان الإسلام_ عن سوء الخلق ويحث على حسن الخلق.

مكانة الأخلاق في الإسلام

سيادة الخلق الحسن في المجتمعات والدول، يعطيها قوة وتميزا

أداء أركان الدين على الوجه الأكمل يورث حسن الخلق

نصيحة في آداب المسجد، وحث على القراءة، واختيار الكتب النافعة