خلق السماحة – برنامج إسلامنا وسلومنا – 13-07-2013


الملخص

قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، إن الإنسان المتسامح إنسان راض، وعاقل، وذكي، راض؛ لأنه يعلم أن كل ما يجري، فهو بتقدير من الله عز وجل، فهو يرضى بما يقسم الله عز وجل له، وهو عاقل؛ لأنه يعلم أن ترك التسامح والرضا، لن يغير من الواقع شيئا، ويرضى بقسمة الله عز وجل، فيسعد بها نفسا ويهنأ بها بالا، وهو في نفس الوقت ذكي؛ لأنه يعرف أنه لا يستطيع أن يطوع الناس جميعا، وفق هواه، لأن طبائعهم مختلفة، فهو يوطن نفسه على قبول الناس على علاتهم وعيوبهم، وبذلك يكسب قلوبهم ومحبتهم.

وأضاف في حديثه، من خلال برنامج إسلامنا وسلومنا، الذي تقدمه قناة الريان: ” وللسماحة مظاهر عديدة يستدل بها على وجود هذا الخلق في نفسه الشخص، أولا: طلاقة الوجه، والابتسامة، واستقبال الناس بالبشر، والسرور، والغبطة والترحيب.
من هذه الأمور أيضا المبادرة بالتحية والسلام، والمصافحة، وحسن الحديث، ومن هذه المظاهر أيضا، حسن الصحبة، والتغاضي عن الهفوات والزلات، ومسامحة الأصحاب، ورابع هذه العلامات ترك الجدال، والمراء، وعدم الانتصار للرأي، وترك المماحكة”.

كما ذكر الدكتور بأن القرآن والسنة، حثا على خلق السماحة، يقول الدكتور: “وقد حث القرآن الكريم على هذا الخلق الكريم، بل إنه أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخلق،

 قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، ووصف الله عز وجل رسوله الكريم، بهذا الخلق فقال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، وقد بين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فضل السماحة، في حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَفْضَلُ الْمُؤْمِنِينَ رَجُلٌ سَمْحُ الْبَيْعِ، سَمْحُ الشِّرَاءِ، سَمْحُ الْقَضَاءِ، سَمْحُ الِاقْتَضَاءِ»، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى، سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى”، وبين أيضا صلى الله عليه وسلم جزاء المتسامح الكريم، فقد روى مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال: « أُتِىَ اللَّهُ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَقَالَ لَهُ مَاذَا عَمِلْتَ فِى الدُّنْيَا – قَالَ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا – قَالَ يَا رَبِّ آتَيْتَنِى مَالَكَ فَكُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ وَكَانَ مِنْ خُلُقِى الْجَوَازُ فَكُنْتُ أَتَيَسَّرُ عَلَى الْمُوسِرِ وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ. فَقَالَ اللَّهُ أَنَا أَحَقُّ بِذَا مِنْكَ تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِى ».

مما نبه عليه الدكتور أيضا الحاجة إلى خلق السماحة في هذا العصر، الذي هجمت فيه المادية بأنيابها، وتغيرت أخلاق الناس في هذا الزمان، الذي غلب على الناس فيه المشاحة والخصام.

 وقد حذر الدكتور الأنصاري من الأمور التي تسبب قسوة القلب، منبها على بعضها في قوله: من أخطر الأمور التي تسبب القسوة والجفاء الذنوب؛ لأن الذنوب لها أثر خطير على القلب، ومن الأمور التي تقسي القلب أيضا، كثرة الكلام فيما لا ينفع، فقد أخرج الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي”، ومن أسباب قسوة القلب، قلة التفكر في خلق الله عز وجل، وفي أقدار الله على الأمم، فتمر بنا الأحداث ونقرأ عن السابقين فلا نتعظ”.

وقد ختم الدكتور الأنصاري حديثه ببيان علاج قسوة القلب، فقال إن أول علاج لهذا هو الدعاء، ندعو الله عز وجل أن يذهب هذا المرض من قلوبنا، وأن يرزقنا قلوبا لينة خاشعة، العلاج الثاني: أن يتخيل الإنسان مع نفسه العاقبة، فعاقبة هذا المرض الوحشة والانفراد، وبغض الناس، وانفضاضهم عنه، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}.

الثالث: أن يعالج الإنسان نفسه بسماع القرآن، وقراءته وتدبر آياته، فإنها مما يرقق القلب، {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}.

المقاطع القصيرة

معنى السماحة، وصفة الإنسان المتسامح

أمور تدل على تحلى الشخص بخلق السماحة

حث القرآن والسنة على خلق السماحة

الحاجة إلى خلق السماحة، في معاملة الخلق

أمور تسبب قسوة القلب

من مظاهر قسوة القلب

هل الغلظة صفة من صفات الرجولة؟

أسباب انتشار القسوة بين الأطفال

علاج قسوة القلب