الفرح – برنامج اسلامنا وسلومنا | 05-08-2013


الملخص

قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري إن الفرح قد يكون مشروعا، وقد يكون غير مشروع، ويتحدد هذا بناء على شيئين: الأول: طبيعة الشيء الذي يفرح به الإنسان، فالإنسان الذي يفرح بطاعة الله عز وجل، ويفرح بفعل الخير، أو يفرح مثلا بنجاح ابنه، كل هذا من الفرح المشروع، أما الإنسان الذي يفرح بالمعصية، فذلك فرح غير مشروع، والأمر الثاني: الذي يحدد هل هذا الفرح مشروع أم غير مشروع؟ هو طريقة التعبير عن الفرحة، فالإنسان الذي يعبر عن فرحه بحمد الله وشكره، أو بالاحتفال، فهذا فرح مشروع، أما الذي يعبر عن فرحه بالإزعاج، وأذية الناس، أو يعبر عن فرحته بارتكاب المعاصي، فهذا مما لا يشرع.

وأضاف الدكتور في حديثه، من خلال برنامج إسلامنا وسلومنا، الذي تقدمه قناة الريان: ” القرآن الكريم يوضح، أن هناك نوعا من الفرح، هو فرح بغير حق، وأنه يستحق صاحبه دخول النار، والعذاب الشديد، يقول الله تعالى: }أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75){  إذن هناك فرح بغير حق وكل ما نهى عنه القرآن من الفرح أو توعد عليه فإن المقصود به هذا الفرح غير المشروع، ومن ذلك مثلا قوله تعالى : {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ، إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}”

  وقد نبه الدكتور إلى أنه ليس المقصود بأن لا يفرح الإنسان، بما يحصل له من الخير، وبما يمر عليه من المناسبات، بل إن الفرح بهذه الأشياء فرح مشروع ومطلوب، لكن يطلب معه أيضا التوازن، وأن لا يطغى فرحنا بالدنيا على عقولنا، فنتصرف تصرفات تغضب الله عز وجل علينا.
تعرض الدكتور كذلك لما كان عليه واقع الفرح بالمناسبات في السابق، وما صار عليه اليوم، فقال إن الناس في السابق كانوا يعبرون عن فرحتهم بتلقائية، ويتقبلون من بعضهم البعض التعبير البسيط عن هذا الفرح، في حفلات أعراسهم مثلا، كان التعبير عن الفرحة تعبيرا بسيطا، يقام احتفال فيه شيء من الأنس، والضرب بالدف، يلبسون ثيابا جديدة يقيمون الولائم، وتمضي الأمور دون تدقيق في التفاصيل، ودون مبالغات، ولكن لما فتحت الدنيا على الناس، وجاءت الثروة، وأغنى الله عز وجل الناس من فضله، أصبح كثير من الناس يخرجون من محيط التعبير عن الفرح، إلى التفاخر والتباهي”

  مما أشار إليه الدكتور أيضا ما شاع من مظاهر في المجتمع ضاع معها الفرح الحقيقي، فذكر أمثلة من الواقع في هذا السياق، فقال: “كانت فرحة الأهل في البيت بالمولود فرحة كبيرة، الكل يستبشر ويفرح، وتذبح العقيقة ويتبادل الناس التهنئة والهدايا، ولكن كيف صار الحال اليوم؟ نحكي ونروي لكم ما شاهدنا وما سمعنا لقد اختلفت مستويات الغرف إلى غرف عادية، وأجنحة فاخرة في المستشفى، ولا بأس بهذا حتى الآن، يمكن للإنسان أن يأخذ الجناح؛ لأنه أكثر خصوصية، وأكثر راحة، لا تثريب في ذلك، لكن أول ما يقترب  موعد الولادة ويحجز الجناح في المستشفى ، أول شيء يستبدل أثاثه، ويؤتى بأثاث غيره لاستقبال الزوار، يتعاقد مع مكتب تجهيز الأعراس، ليؤثث غرفة الولادة، كل هذا لماذا؟ كل هذا من أجل الفخر والخيلاء، كل هذا من أجل المظاهر”.

ويختم الدكتور بالتأكيد على هذا المعنى فيقول: إن الفرح الحقيقي يغيب، في مقابل مظاهر الخيلاء والإسراف، التي ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان، والمستفيد من هذا الجنون في المظاهر هم محلات تجهيز الأعراس والمناسبات، الذين نراهم يتفننون في ابتداع الصيحات، في حفلات الأعراس، ثم تصبح هذه الصيحات سلوكا وعرفا واجب الاتباع.

ما يشرع من الفرح وما يمنع

ما يحمد من الفرح وما يذم من خلال القرآن الكريم

تنبيه وإيضاح، في قضية الفرح

ما كان عليه الفرح في المناسبات، وما صار عليه اليوم

مظاهر الخيلاء والسرف أضاعت الفرح