الحكمة من إمهال الظالمين – خطبة الجمعة ١٧ جمادى الآخر ١٤٤٠هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة عن الحكمة من إمهال الظالمين، فقال إنه من سنن الله الماضية، أن للظلم والفساد جولة، ثم يضمحل، وأن انتقام الله عز وجل متربص بكل ظالم، وله سبحانه وتعالى في هذا الإمهال حكمة، وهو أن الله تعالى يعطي الفرصة لكل عباده، ليراجعوا أنفسهم ويعودوا إلى الحق يقول تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، يسلط الله عز وجل على الظالم أنواعا من البلاء، لكي يعود، فإذا تمادى فإنه ينتقل إلى انتقام الله عز وجل، ومن حكم هذا الإمهال أن تنقطع الحجة، ويبطل العذر لهذا الظالم، يقول تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}.

وأضاف الدكتور في هذا المعنى أيضا: من حكم هذه المهلة أيضا، أن يعود الناس إلى ربهم، ويراجعوا دينهم، ويصدق التوكل على الله والاعتماد عليه، ويتجردوا له سبحانه بالعبودية، فلا يعقدوا أملا إلا عليه سبحانه وتعالى، وربما يشعر الناس حينما يزيد الظلم أنهم لا يملكون حولا ولا قوة، لكن الله عز وجل مكن الناس كل بحسبه، مكن كل إنسان من الإصلاح، ومن مقاومة الفساد بحسب إمكانه في بيته أو في سوقه أو في عمله، أو فيما  يتولى من أمور المسلمين.

كما ذكر الدكتور أن من وسائل دفع الظلم الدعاء، فقد أبقى الله عز وجل باب الدعاء والصلة مفتوحا لا يغلق، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، مردفا هذا بالقول: إن من أعجز الناس

من عجز عن مدافعة الظلم بدعاء الله عز وجل، أعجز الناس من عجز عن رفع يديه إلى الله عز وجل يستغيث به، ولا يكون هذا من مؤمن إلا لضعف يقينه في الله عز وجل، لقد ذكر القرآن في قصص النبيين، أن بعض الأنبياء، حين انقطع أمله في هداية الظالمين، الذين أرسل إليهم، دعا عليهم ، فهذا نوح عليه السلام، يقول الله تعالى عنه: {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)}.

وقد ختم الدكتور بالحث على الدعاء للأمة، لرفع الظلم، فقال: إن الله عز وجل قد أذن لنا بالدعاء على من ظلمنا، فلنتواصى بالدعاء لهذه الأمة، بأن يرفع الله عز وجل عنها الظلم، وأن يكف عنها أيدي الظالمين، وأن يطوي المهلة عن الظالمين، الذين تحكموا في رقاب البلاد والعباد.

من سنن الله عز وجل في الظالمين

دفع الظلم بالدعاء

الحث على الدعاء للأمة، برفع الظلم