دروس من حادثة نيوزيلندا – خطبة الجمعة ١٥ رجب ١٤٤٠هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن حادثة نيوزيلندا الأليمة، فقال إن المجرم ينتمي لتيار يميني متطرف، يعتقد أن الإنسان الأبيض المسيحي، هو السيد المتميز في هذا الكون، وهو الذي يحق له أن يعيش ويملك، ويتحكم في ثروات الأرض.

  ثم ذكر تفاصيل من هذه الواقعة فقال إن المجرم إنسان موتور حاقد، امتلأ رأسه وقلبه، بالحقد على الإسلام والمسلمين، وعلى حضارتهم وتاريخهم، دخل بسلاحه، وقتل خمسين من الركع السجود، لا إثم لهم ولا ذنب، إلا أنهم مسلمون، يوحدون الله ويقيمون شعائر دينهم.

 وقد تناول الدكتور بعض الدروس المستفادة من هذه الواقعة الأليمة، فنبه إلى أن الدروس الأول في هذا، أن الإرهاب لا دين له، مشيرا إلى ما يتردد على الأسماع من اتهام الإسلام بأنه دين يربي على الإرهاب، وكذلك تزايد الضغط على أمة الإسلام، بحجة مراقبة المناهج، والأموال والمشاريع الخيرية، لأن في ذلك مقاومة للإرهاب، قائلا: إن هذه الحادثة، تأتي لتؤكد أن الإرهاب ينبع من قلوب مريضة، قد امتلأت حقدا وغلا على البشر، وهو ظاهرة في أي مجتمع، والإرهابي قد يكون منتميا لأي دين، يوظف نصوصه ورموزه، في خدمة أجندته المجرمة، ونفسيته المريضة.

أما الدرس الثاني في هذه الحادثة، فيقول الدكتور إنه: “تشابهت قلوبهم”، فمعظم حوادث الإرهاب التي وقعت، سواء وقعت من أناس من بني جلدتنا، أو التي تقع من غربيين، كهذا المجرم أو من غيره، من مختلف الأديان، اتفقت في الغالب على ضحية واحدة، اتفقت على المسلمين، ” أَتَوَاصَوْا” كلهم يتقن استخدام الإعلام وأدواته، وكلهم يوظف وسائل التواصل الاجتماعي، كأنما يتلقون تدريبا واحدا، في مدرسة واحدة، وعلى يد أستاذ واحد.

الدرس الثالث من هذه الحادثة، فيصفه الدكتور بقوله: التاريخ مخزن العبر، ووقود الأمم، فهذا الإرهابي استحضر كل تاريخ الإجرام، الذي ينتمي هو له، وكتبه على سلاحه، استحضر من هذا التاريخ ما يتوافق مع سواد قلبه وحقده، وهذا يؤكد ضرورة أن نعي تاريخنا ورسالتنا، وأن نغرس الاعتزاز بهذا التاريخ، في قلوب أبنائنا، لا لنملأهم حقدا على البشر، بل لنملأهم مسؤولية وحضارة.

ويقول الدكتور إن الدرس الرابع في هذه المحنة، هو أن الله عز وجل يعطي في كل محنة منحا، وأن هذا الحدث تحول إلى دعاية قوية للإسلام، في تلك البلاد، والسبب في ذلك، السلوك الحضاري، الراقي للمسلمين في نيوزلندا، حيث لم يبادروا إلى الانتقام، أو مقابلة الدم بالدم، بل غلبوا النظام والالتزام، وأعطوا مثلا براقا، لعزة المسلم، وقوته بأخلاقه والتزامه، وحضارته.
أما الدرس الأخير، فيقول الدكتور إن الغرب “ليسوا سواء”، ولو وعينا هذه الحقيقة، لأمكن أن نكتسب في قلب البلاد التي ترفع رايات العداء، قلوبا ومشاعر ومواقف، تجعل أمة الإسلام في مركز أقوى وموقف أفضل.

المقاطع القصيرة

حادثة نيوزيلندا الأليمة

الإرهاب لا دين له

الإرهاب ملة واحدة

مجرم نيوزيلندا، قاتل الأبرياء

منحة حادثة نيوزيلندا الأليمة

شعوب الغرب ليسوا على نهج واحد

اعتداء جديد على أرض المسلمين