كل بني آدم خطاء | رياض الجنة – 16-12-2022م


الملخص

قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، إن الله عز وجل خلق هذا الإنسان لغاية عظيمة، وهي عبادته وإقامة منهجه، ولأجل هذه الغاية، كلف بإعمار الأرض وإقامة العبادة فيها.

    وأضاف الدكتور في حديث لبرنامج رياض الجنة: هذا الإنسان خلق من طين، ونفخ فيه من الروح، وكونه مخلوق من هذه الطبيعة، جعلت له خصائص متناقضة، ومختلفة، ومقتضى التكليف، أن يقوم الإنسان باتباع منهج الله، الذي يضمن التوازن، بين هاتين الطبيعتين، وفي الغالب تطغى عليه الطبيعة الطينية؛ لأنها هي الواضحة، وكون الإنسان مخلوقا من طين، يجعله يشبه معظم الكائنات الموجودة في الأرض، في بحثه عن الرغبات القريبة، الغذاء، والزواج، والسكن، وغير ذلك، وكونه فيه نفخة الروح، يجعله يبحث عن المعاني السامية، والقيم العليا، للتعرف على الله عز وجل، وطاعته والإنابة إليه.

   وقد أكد الدكتور هذا المعنى، فنبه إلى ضرورة التوازن بين الروح والجسد، فقال إن إراحة الجسد فيه إتعاب للروح، وهذه الدنيا ليست بمكان للراحة، وأن من أراد تحقيق ذلك، لا بد له من الموازنة في هذا الجانب.

   كما حث الدكتور على الاعتناء بصلاح الباطن، فقال إن أفعال الإنسان على مدارين، مدار الجوارح الظاهرة، ومدار القلب، فذنوب الجوارح أوضح، وأيسر؛ لسهولة العلاج، أما الذنوب الخفية، فهي أخطر؛ لتعلقها بالقلب، لكونها تبدأ صغيرة، ثم تكبر، حتى تؤثر على سلوك الإنسان، دون أن يعلم، ثم ذكر في هذا السياق قولا لابن عطاء الله، ونصه: “حظ النفس في المعصية ظاهر جلى، وحظها في الطاعة باطن خفي، ومداواة ما خفي صعب علاجه”، منبها إلى الوسيلة التي تعالج بها هذه الذنوب الخفية، وهي: ملازمة الاستغفار، والطاعات، ولوم النفس، وتذكيرها بالرحمة والعذاب، ومقام الله تعالى، {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}.

    وقد حذر الدكتور، من حقوق العباد، فقال إن الله عز وجل عفو غفور، متصف بالعدل، يعامل في حقوقه سبحانه وتعالى، بموجب الرحمة والغفران، لكنه يعامل في حقوق الناس بالعدل، فلا يظلم عنده أحد، مؤكدا على ضرورة الاحتراز من حقوق الناس، التي لا تسقط إلا بالتوبة، وطلب السماح من أصحاب الحق.

     مما تحدث عنه الدكتور أيضا مسألة التجاوز عن الناس، والتماس العذر لهم، فقال إن من طبيعة الإنسان الخطأ، وأن الناس يحتاجون لمن يبحث لهم عن الأعذار، ويتحمل عيوبهم وأخطاءهم.

   ويضيف الدكتور: إذا عاملنا الناس بهذه الطريقة، فإن الله عز وجل يقيض لنا من يعاملنا بها كذلك، ستجد نفسك في البداية، تتألم من شخص يخطئ في حقك، لكن حينما تستشعر أنك تعامل الله عز وجل، ستكون هذه المواقف بالنسبة لك رصيد، يقوي علاقتك بالله، وتزيد اعتزازك وثقتك بنفسك، لا يهم استهزاء الناس، وتجاوزهم، فعليك أن تحسب نفسك أعلى من هذا كله.

 مما أكد عليه الدكتور، مسألة التعلم من الأخطاء، فذكر أن النجاح هو تجميع لنتائج الفشل، والتميز أخذ الدروس من الأخطاء، والاستفادة منها.

وقال في هذا السياق أيضا: وراء كل شخصية متميزة، كثير من الأخطاء مرت بها، فالخطأ ليس نهاية المشوار، بل بداية لطريق جديد، الأخطاء هي التي تصوغ شخصية الإنسان، فمن يوطن نفسه على إعادة التجربة، والاستفادة منها، هو الذي يحقق النجاحات، ويراكم الخبرة. وقد ختم الدكتور بالحث على ملازمة التوبة والاستغفار، والعناية بالقلب، وربط الصلة بالله عز وجل، فقال: الإنسان كتب عليه الخطأ، وملازمته للتوبة والاستغفار، تنظيف يومي لهذا القلب، وصيانة للعلاقة بالله عز وجل، وسبيل لحسن الخاتمة.

المقاطع القصيرة

من مقاصد خلق الإنسان

التوازن بين الروح والجسد

من مظاهر ضعف الإنسان

الإنسان جبل على الخطأ

الفرق بين الخطأ والخطيئة

الحث على الاعتناء بصلاح الباطن

خطورة المجاهرة بالذنوب

التحذير من حقوق العباد

الأثر الطيب لخلق التسامح

مما يطلب لدوام العشرة

من أساليب التعامل مع الأخطاء

طريقة مجربة في التعامل مع الناس

التماس العذر للناس والتجاوز عنهم

التعلم من الأخطاء طريق للنجاح

كيفية التعامل مع أخطاء الأبناء الصغار

الحث على ملازمة التوبة والاستغفار