علماء السوء – خطبة الجمعة ١٢ جمادى الأولى ١٤٤٠ هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة عن علماء السوء، فبدأ بالكلام عن المكانة العظيمة لأهل العلم فقال: هم نجوم الهدى، الذين يفزع إلى آرائهم وأقوالهم عند الملمات، ويتثبت الناس بمواقفهم عند حصول الفتن، يقول تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، لما وقعت فتنة بني إسرائيل مع قارون، خرج على قومه في زينته، فاضطرب الناس، وانخدعوا بمظاهر الزينة، {قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80)} فثبت الله عز وجل الناس، بموقف العلماء، وهكذا هي مواقف العلماء، فهم كالدعائم والأوتاد، يثبت الله عز وجل بهم الناس.

     ويضيف الدكتور: هذه المنزلة الكبيرة والمكانة الشريفة، رسخت في نفوس الناس المحبة والاحترام، والإجلال والثقة والمهابة، للعلماء الربانيين، العاملين بما علمهم الله، لأنهم يرون الدنيا تقبل عليهم، فلا تغير نفوسهم، ويرون سلوكهم في القيام بأمر الله، وتوضيح الحق، والثبات في سبيله، مع الرحمة بالناس جميعا، من وافقهم ومن خالفهم.

    وقد حذر الدكتور من عاقبة اتخاذ العلم لأغراض دنيئة، فقال: ” كلما زادت مكانة العلماء في نفوس الناس، ولمع نورهم، كلما تهافت الفراش، من ضعاف النفوس، على هذه المكانة، رغبة في نيل شرفها، دون القيام بحقوقها، فيندفع بعض ضعاف النفوس لركوب الموجة، وتسلق القمة، ونيل المكانة، وهم ليسوا لها بأهل، إنما هداهم لهذا، طلب الدنيا والاستعلاء فيها، وربما حصلوا طرقا، تمكنهم من ذلك التسلق، ولو ظاهريا”.

   ويشير الدكتور لأغراض ذميمة، يسلكها هذا الصنف من الناس، منها إطلاق اللحى، والتستر خلف الشهادات العلمية، من الجامعات، والتملق لنيل المناصب الكبيرة، منبها إلى أن هذا مما يدخل الحيرة في نفوس الناس، ويجعلهم لا يفرقون بين الغث، والسمين، ولا الصادق من الكاذب.

     وأردف هذا بقوله: الله عز وجل أرحم بهذه الأمة من أن يتركها تتيه في هذا العمه، يلتبس عليها صاحب الحق، من صاحب الباطل، إن من حكمة الله تعالى أن لا يترك الناس في هذه الحيرة، بل يمد لهؤلاء المدعين، حتى يتصرفوا بما يفضح خبث طويتهم، وفساد دواخلهم، وأمراض قلوبهم، فتنكشف ضحالة إيمانهم وأخلاقهم، ويسقطون من عيون الناس، سقوطا مدويا، وإن هذا من عجائب حماية الله عز وجل لدينه أنه لا يسلط على هذه الفئة المدعية المنافقة المتسلقة إلا أنفسها. وقد ختم الدكتور خطبته ببيان ما يجب، تجاه ما يتعرض له العلماء، من تضييق وتنقيص، فقال: “العلماء الحقيقيون الربانيون يتعرضون للسب والشتم، والهجوم بغير حق، هؤلاء العلماء بذلوا أنفسهم لنصرة الدين، واختارهم الله لتثبيت الأمة، ومن حقهم علينا، الدعاء بالثبات والنصرة، وأن ننصرهم ما استطعنا، ولا نصدق ما يقال فيهم ولا نشيعه.

المكانة العظيمة لأهل العلم

عاقبة اتخاذ العلم لأغراض دنيئة

واجبنا تجاه ما يتعرض له العلماء من انتقاص وتضييق