كيف نطور علاقتنا بالقرآن – خطبة الجمعة ٩رمضان ١٤٣٩هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة، عن تطوير العلاقة مع القرآن، فبدأ بالكلام عن نعمة القرآن الكريم العظيمة، فقال: إن الله عز وجل قد اختصنا، بأن جعل رسالته الأخيرة إلى البشرية بلغتنا، جعل القرآن الكريم بلسان عربي مبين، هذا القرآن الكريم المعجز، الذي احتوى العبر، وقصص النبيين، والتشريعات، والحكم، هذا القرآن بلغتنا وميسر لنا، هل استشعرنا قدر هذه النعمة، هل استشعرنا أنه لا يوجد بيننا وبين كلام الله المعجز، وعهده الأخير إلى الأرض، حاجز من اللغة، نستطيع فهمه، ونستطيع قراءته، بينما قد يعجز كثير من الناس عن هذا.

    وقد تناول الدكتور مراحل العلاقة مع القرآن الكريم، فذكر أنها تمر بمراحل عديدة، يمكن إجمالها في أمور أربعة، أولها: مرحلة التعتعة، وتكون في بداية عمر الإنسان، أو في بداية علاقته بالقرآن، والصبر على هذه المشقة، يجعلها تخف تدريجيا، حتى يصبح اللسان مرنا مع ألفاظ القرآن الكريم، ثانيها: القارئ المتقن لأحكام التجويد، الذي يستطيع قراءة القرآن الكريم مجودا، ثالثها: مرحلة الانتقال من العلاقة بالألفاظ، إلى العلاقة بالمعاني، مرحلة التفكير في المعاني، وفهم الآيات.

رابعها: مرحلة الامتثال للقرآن، يصبح القرآن الكريم دافعا ومحركا للإنسان، ويصبح هذا الإنسان، قرآنا يمشي على الأرض.

    وحث الدكتور على مراجعة النفس، في علاقتها بالقرآن، قائلا: “أين نحن من كتاب؟ إذا كنا ما زلنا في المرحلة الأولى، مرحلة التعتعة، والمشقة، نحاول ونتعثر، فنحن على خير، والمطلوب منا أن نصبر، ونتحمل هذه المشقة، وقد وعدنا على ذلك بأجرين “وَالَّذِي يَقْرَأ يَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ” أما إذا تجاوزنا ذلك إلى مرحلة الإتقان، وأصبحنا ماهرين بالقرآن، فقد أصبحنا مع السفرة الكرام البررة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ “.

   ويقول الدكتور: الإنسان يجب لا يمنعه التقدم في السن، أو الحياء، من التعلم، فإنه إن فعل ذلك، حرم نفسه من أحضان نعيم تدبر كتاب الله، واستشعار تلقي التوجيهات المباشرة منه، سبحانه وتعالى، كما أن هذا الخجل يمنع من لذة الحياة الدنيا، التي لا يدركها إلا من أنعم الله عليه بفتح قلبه لكتاب الله عز وجل.

  وقد ختم الدكتور كلامه، بالحديث عن شهر رمضان، فقال: إن رمضان يوحد قلوب الأمة، ويشحذ طاقتها، وأن أمة على هذا النحو، ستكون عصية على الزوال، ولا يمكن أن تموت.

وحث على اغتنام أيام هذا الشهر، قائلا: الفرصة ما زالت مواتية، للعودة إلى الله، ارجعوا وخذوا حظكم، ونصيبكم من أجر رمضان، وحصنوا قلوبكم، قبل أن يفوت الأوان.

المقاطع القصيرة

نعمة القرآن الكريم

مراحل العلاقة مع القرآن الكريم

أين نحن من القرآن؟

فرصة العودة إلى الله عز وجل