رمضان – برنامج “أمسية” – رمضان 1441هـ


الملخص

قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري: إن العبادة هي الخضوع لله عز وجل، وأداء حقوقه بإظهار عظمته، وكذلك بذكره وتمجيده، وتسبيحه، ولذلك خلق الله عز وجل بني آدم لحكمة منه، سبحانه وتعالى:{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}.

    وأضاف الدكتور في حديث لبرنامج أمسية: الله عز وجل خلق ابن آدم لكي يؤدي هذه العبادة اختيارا، وزوده بالإرادة الحرة، وبعث له الرسل، وغرس فيه الفطرة، وعلمه شرائع الدين، وهداه إليه، ثم إن هذا الإنسان يبلغ شرفه الكامل، بأدائه لهذه العبادة، قال تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِين إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}.

وحول ظروف الوباء، وكونه فرصة للانقطاع للعبادة والتزود من رمضان، قال الدكتور: رمضان هذه السنة جاء ليضعنا في مواجهة العبادة، والخلوة مع الله عز وجل، وبثه الشكوى والتضرع إليه، رمضان الذي نحن فيه، فرصة تاريخية، لتذوق معنى العبادة الحقة، الخالية من الشوائب.

   ويقول الدكتور أيضا في هذا السياق: رمضان هذه السنة، يستطيع القلب أن يقطع فيه مسافات بعيدة، وسريعة إلى الله عز وجل، ويتقرب منه، ويتعرف عليه، رمضان هذا الذي حلت فيه هذه الجائحة، فرصة للتعرف على قوة الإله سبحانه وتعالى، وعلى عزته وجبروته ولطفه ورحمته وإحاطته بعباده، علينا أن نستغل هذا الوضع ونبادر إلى تذوق طعم هذه العبادة.

وقد ذكر الدكتور أن النازلة المتعلقة بهذه الجائحة جديدة، وأن المسائل الفقهية الظنية، لا يمكن الجزم فيها برأي واحد، واعتباره هو الأصوب، منبها إلى أنه لا حرج على المستفتي في اتباع من يثق بعلمه.

وأضاف: أن اتباع أي فتوى يجب أن يكون القصد منه مرضاة الله تعالى، فالأجر حاصل باتباع قول من يوثق بعلمه، حتى وإن خطأ، المشكلة في التعامل مع الآراء، والنظرة إلى ما نتبناه أنه الأصوب، واعتبار آراء الخصوم باطل يجب الرد عليه، وإبطال أدلته، هذه النظرة لا تتفق مع الشرع، منطق النقاش والبحث في هذا السياق، يصلح للمجمعات العلمية، وأروقة البحث في الجامعات، أو كتابة البحوث العلمية، حيث يكون إيراد النصوص، والرد على الآراء، واعتماد الأقوال أو إبطالها، أما بالنسبة للعامة فيجب أن نكون أكثر حكمة، فالوضع اليوم لم يعد يحتمل، فقد أصبحت تثار فتاوى العلماء لتشكيك الناس في دينهم ومعتقداتهم.

   وختم الدكتور كلامه بتأكيد هذا المعنى فقال: الساحة اليوم تتنازعها تيارات وأفكار، تريد تشكيك الناس في دينهم، فعلينا التنبه لهذا، وترك التخطئة والتأثيم في الفتوى، ما دام القصد الوصول إلى الحكم الصحيح.

مفهوم العبادة

ظروف الوباء فرصة للانقطاع للعبادة والتزود من رمضان

تنبيهات تخص الفتوى والمفتي

اختلاف العلماء سائغ، ولا حرج على من اتبع من يثق بعلمه