الشوق للطاعة – خطبة الجمعة ٢٥ شعبان ١٤٣٩هـ 


الملخص

   تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة عن الشوق للطاعة، فبدأ بالكلام عن الظروف التي أتي فيها رمضان هذه السنة، فقد جاء في ظل اضطراب وتلاطم فتن، تشعر معه النفوس بفقد روح الاستعداد لرمضان.

 وأضاف الدكتور متسائلا: عن الشوق الباعث على رفع وتيرة العمل، كلما اقترب رمضان؟ وعن كيف سيكتسب رمضان هذه السنة ما تسمو به الروح؟ وهل إذا دخل سنتمكن من شغل أيامه ولياليه بالقربات؟ فقال: إن الشوق ينبع من أمرين: الأول: ارتقاع منسوب المحبة لهذا الشيء، الذي نشتاق إليه ونحبه، بحيث يغطي على محبة غيره، الثاني: استحضار نتائج الحصول على هذا المحبوب، من اللذة والمتعة وراحة النفس، فإذا حصل هذان الأمران، لم يكن للإنسان شغل، سوى الحديث عن شوقه هذا، وعن الاجتهاد والعمل للحصول عليه.

وقال أيضا: التاجر الذي يحب تجارته، بحيث ينسى معها أهله وأبناءه، وينشغل بها، وهو يستحضر ما سيحققه من أرباح ومكاسب، يصبح منشغلا بهذه التجارة لا يتحدث إلا عنها، ولو فاتحته في أي موضوع فإن الكلام يدور ثم يعود ليحدثك عن تجارته ومكاسبه، والشاب الذي ينشغل بالمباريات والكرة، بحيث تشغله هذه الأشياء عن صلاته وعن دراسته، إذا حدثته عن أي شيء ترى حديثه يدور ويعود إلى هذه الأمور، قد ملأت قلبه وملكت عليه حواسه، هكذا يملأ الشوق أركان القلب، حتى يصبح هو الشغل الشاغل.

وأكد الدكتور هذا المعنى، فذكر أن رفع منسوب المحبة يأتي باستحضار عظمة الله سبحانه وتعالى، ونعمته وفضله علينا، وكذا استحضار فقرنا إليه، وحاجتنا لرعايته وحفظه، وخصوصا في هذا الزمان، زمان الفتن، وأردف قائلا: إذا استيقنا أنه سبحانه وتعالى وحده، مصدر الأمان من كل مصيبة، وهو العاصم من كل فتنة، شغلنا الالتجاء إليه، واللوذ به لطلب النجاة، فيرتفع بذلك منسوب المحبة في قلوبنا، على كل محبة سواه، وكذلك استحضار محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومحبة متابعته والتأسي به، واستحضار أننا إذا فعلنا هذه الطاعات، فإننا نتشبه بأحب الخلق إلى الله، محمد عليه الصلاة والسلام، والطريق إلى هذين الأمرين بمداومة ذكر الله عز وجل، ومداومة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتعرف على الله عز وجل، بفهم معاني أسمائه وصفاته، والتعرف على نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، بقراءة سيرته واستحضار سنته، فإذا حصل هذا، بعد عن النفس الكسل وإيثار الدعة،  وأصبحت الطاعة، والعبادة غذاء لها،  وزادا يقويها، وانشغلت بالشوق إلى الله.

     وقد ختم الدكتور كلامه، بالحديث عن معركة إبليس مع الناس، في شهر رمضان، فقال إن المطلوب هو الانتباه أولا لهذا الأمر، والاستعداد للعمل في شهر رمضان، بمبادرة أيامه وساعاته، الثاني: المبادرة للعمل من أول لحظة في هذا الشهر، ببدء الختمات والقيام والأذكار، فإن كل غفلة، هي ثغرة قد يتسلل منها الشيطان، إلى نفس الإنسان فيفسد عليه شهره، الثالث: يتوقع عند دخول الشهر، كما يحدث في كل سنة، أن يكثر الجدال والقيل والقال، حول دخول الشهر أهو صحيح؟ وهل صمنا اول يوم من رمضان أم أفطرنا؟ هذا الجدال وهذا النزاع يحدث في كل سنة ولا طائل منه، كل بلد يتبع قيادته، والخلاف بين اهل الفقه في كيفية دخول الشهر، خلاف قديم، ومعتبر.

المقاطع القصيرة

أين الشوق الباعث على العمل الصالح في رمضان؟

كيف نملأ القلوب بالشوق لطاعة الله؟

من مداخل الشيطان في رمضان