البشرى برمضان – خطبة الجمعة ٣٠ شعبان ١٤٣٨هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة عن البشرى برمضان، فقال: إن هذا الشهر هبة من هبات الله عز وجل، ونعمة من نعمه، امتن بها على هذه الأمة، منبها إلى أن من أدركه رمضان ووفق فيه للعمل الصالح فقد نجى.

تكلم الدكتور كذلك عما يجب أن تستقبل به هذه النعمة من الله عز وجل، فقال: إنها تستقبل بعدة أمور، أولها: الاستبشار بهذه النعمة، فهي من نعم الله التي حثنا سبحانه وتعالى على الفرح بها، يقول تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}؛ لأن ما يجمعون، حطام من حطام هذه الدنيا يزول، وفضل الله ورحمته مردها إلى جنان النعيم الخالدة، فلا تزول ولا تحول.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم هذا الشهر الكريم، فقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا، فَقَدْ حُرِمَ “.

الأمر الثاني: الذي يجب علينا في استقبال هذا الشهر، أن نستحضر ثواب الصيام، فقد روى البخاري عن سهل ابن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ “.

الأمر الثالث: إحداث توبة صادقة لله عز وجل، تطهر القلب من كل أدرانه، تطهره من الشح والغل والحقد والحسد والنفاق والكبر، وتجعله قلبا سليما يقبل الله عز وجل عمله، {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الله لا ينْظُرُ إِلى أجْسَامِكُمْ، ولا إِلى صُوَرِكمْ، وَلَكن ينْظُرُ إلى قُلُوبِكمْ وأعمالكم”، فلننظف هذه القلوب، استعدادا لهذا الشهر حتى تمتلئ هذه القلوب برضوان الله عز وجل.

وقد تناول الدكتور في الخطبة الثانية، توجيهات تخص موضوع الشائعات المغرضة التي انتشرت، واستهدفت البلد والدولة، فقال: وقد سرت شائعة مغرضة أراد أصحابها النيل من هذه البلد ومواقفه، ولا بد أن نعرض بسرعة توجيهات عملية تخصنا نحن الشعوب، أولا: لا بد من الثقة في مواقف ولي الأمر، والحكومة، وإظهار الولاء ورد الشائعات وعدم تصديقها.

ثانيا: ترك نقل الشائعات، والترويج لها، فلا فائدة من نقل الكذب، ونقل الرد عليه، من يصنع الشائعة لا يهدف ولا يتخيل أن يصدقه الناس، هدفه أن يضطرب المجتمع، ويسود فيه  جو من عدم الثقة، {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونِ، وَالْمُؤْمِنَاتُ، بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ}. ثالثا: الحذر من السباب والشتائم في وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما سب وشتم للحكام والمسؤولين في الدول المجاورة، فلا نستفيد من هذا السباب شيئا، إلا زيادة في التوتر، وزيادة في القطيعة، وبعدا عن التوحد.

المقاطع القصيرة

استشعار نعمة رمضان وما يجب أن يستقبل به

من واجبنا تجاه شهر رمضان

شائعات مغرضة تستهدف البلد وما ينبغي أن يكون عليه الموقف