رمضان جزيرة الأمان – خطبة الجمعة ٥ رمضان ١٤٤٠هـ


الملخص

    تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة عن رمضان، فقال: إن مواسم الخير التي يمن بها الله عز وجل على الأمة بين الحين والحين، ما هي إلا أطواق نجاة، يتمسك بها الإنسان ويعتصم، حتى ينجو من الهلاك والفتن، وكلما ارتفع موج الفتن وتلاطم، ورأينا أمهر السباحين فيما نظن يغرق فيها، وتخطفت السفن والمراكب العابرة فيها، أتي موسم خير كشهر رمضان المبارك في وسط هذه اللجج والأمواج، كجزيرة آمنة وارفة الظلال غنية الثمار.

    وأضاف الدكتور في هذا السياق: ” في وسط هذه العواصف يلجأ الإنسان إلى جزيرة رمضان، يحرر فيها مواقفه، ويتبصر فيها بالحقائق الكبرى، والنواميس العظمى، التي جعلها الله عز وجل سننا حاكمة لهذا الكون، ويعيد ربط العلاقة وتوثيقها مع الله عز وجل، والتعرف على حكمته سبحانه وتعالى في تصريف شؤون الكون، وهذا الأمر يحتم على الإنسان أن يلجأ لأمان هذه الجزيرة، ولا يغامر برمي نفسه في لجج الفتن، إذا أراد أن يستفيد من رمضان”.

كما ذكر الدكتور، أن الإنسان في رمضان، يستكشف قدراته الكبيرة التي أعطاه الله عز وجل، والتي كان يستصغرها، خارج رمضان، فتتيسر عليه الطاعات، وتسهل التكاليف، ويكتشف متعتها وفوائدها على الروح.

    وقد نبه الدكتور إلى أن هذه الميزات لا يحصل عليها إلا من يلجأ لجزيرة رمضان، لجوء الغريق لشاطئ النجاة، فيخصص خلوات السحر، وسبحات الفكر، وجلسات العبر، محذرا في الوقت من الذي يقذف بنفسه في أهوال لجج الفتن، معتمدا على قوة ساعده في مضاربة موجها، لأن قواه سرعان ما تخور، بل قد يدركه الغرق، ويتركه جثة هامدة، لم ينتفع بصوم ولا صلاة ولا قراءة قرآن.

      وقد ختم الدكتور بالتحذير من الفتن، فقال: الفتن منها الصغير ومنها الكبير، وقد ترون من كنتم تظنون أنه سباحا ماهرا في لجتها، وقد سحبه تيارها، فهو يصارعه مصارعة الضعيف، ستقولون في أنفسكم: كيف يغرق مثل هذا في الفتن وقد كان يعلمنا السباحة وسبل النجاة؟ فاسألوا الله السلامة، ودعوا الخلق للخالق، وأقبلوا على أنفسكم واجتهدوا في إصلاحها ونجاتها.

المقاطع القصيرة

موسم الخير طوق للنجاة

سهولة الطاعات وتيسر التكاليف في رمضان

التحذير من الفتن