بدر الكبرى.. أسباب النصر – برنامج أبعاد – موقع إسلام أون لاين – 2011م


الملخص

قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري: إن غزوة بدر الكبرى، غزوة مفصلية في تاريخ الإسلام، ولذا سماها الله عز وجل يوم الفرقان، وهو اليوم الذي تحولت فيه الدولة الإسلامية من مجرد دعوة سلمية، إلى دولة تملك حق الدفاع بالسلاح عن نفسها، فقد نزل الإذن بالقتال، واستعمل لأول مرة في هذه الغزوة.

    وأضاف الدكتور في حديث لبرنامج “أبعاد” خص به موقع إسلام أون لاين: كثير من الناس يركز في غزوة بدر على قلة المسلمين، وكثرة المشركين في المعركة، وقتال الملائكة، وتنزل النصر من الله عز وجل، ويغفلون الإجراءات العملية التي اتخذها النبي صلى الله عليه وسلم قبل الغزوة، فمنذ وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، عمل على إقامة عقد اجتماعي فيها، فعاهد اليهود، وحالف قبائل تقيم حولها، وبناء على هذه الاعتبارات كان تأمين المحيط الجغرافي للمدينة، كما جاء الإذن بالقتال، لاستعادة الحقوق المسلوبة، وفرض واقع جديد في الجزيرة العربية.

   وحول سؤال عن كيف يستلهم المسلمون ثقافة النصر، في ظل حالة العداء والاضطهاد الذي تتعرض له الأمة، قال الدكتور: تعلمنا من القرآن أن  النصر من عند الله، قال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}، الكل يتكلم عن أن النصر هو دحض العدو ، أو كسر شوكته  ليس هذا هو النصر فقط، من أنواع النصر  أن تكون هنالك أهداف في مسيرة الإنسان يعمل على تحقيقها، ستكون في هذه المسيرة اخفاقات تصاحب هذا التقدم، إلى أن تحقق الأهداف، ما دامت تسير وفق مبادئك، فلن تتنازل، ستحافظ  على السير وفق خطة لا تحيد عنها، حتى تصل إلى هدفك، هذا هو النصر، الله عز وجل لم يكلفنا بالنصر، بل  كلفنا بالدعوة، وبالقتال ضد المعتدين، النصر هبة  وهدية من الله عز وجل، لمن يقوم بأمر الدعوة، ويلتزم بالطاعة.

   وأشار الدكتور للاستعداد لغزوة بدر، وأخذ أسباب النصر فيها، فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم، قبل الغزوة أخذ بجميع الأسباب، فأعد للمعركة، واستشار أصحابه، مع لجوء لله عز وجل، وملازمة الدعاء الخالص له سبحانه، حتى لكأنه لم يأخذ بسبب غير الدعاء، فكان يدعو ويقول: ” اللهم إِن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض”.

    وقد نبه الدكتور على أن أهم أنواع النصر، هو الانتصار على النفس، وأن الانتصار الجماعي يسبقه الانتصار الفردي، ولا يمكن أن يحصل بدونه، مؤكدا على أنه لا يتأتى لمجتمع أي يحقق مراد الله عز وجل، وأفراده منهزمون أمام الشهوات والمغريات، لأن النصر ليس بالضرورة نصرا عسكريا، فقد يتمكن العدو بالقتل والبطش، لكنه ينهزم بإخلاله بمشروعيته، وانحرافه عن مبادئه، ومثل في هذا السياق، بما وقع لأصحاب الأخدود، فقد تعرضوا للقتل والتنكيل، لكن ذكرهم خلد في القرآن، لثباتهم على الحق، وتمسكهم بالمبادئ.

وقد ختم الدكتور كلامه، ببيان أن القتال شرع لرد العدوان، وإعلاء كلمة الله، يقول الدكتور: الإذن بالقتال جاء بسبب الظلم الذي وقع، وأشد أنواع الظلم أخذ الأموال، والإخراج من الديار، والأوطان، والمنع من تبليغ الدعوة بحرية.

وأضاف الدكتور: من يريد تبليغ الدعوة، عليه أن يختار أسهل طريق لإيصالها، فلا يتجاوز الأدنى إلى الأعلى، فمن قدر على التبليغ بالكلمة، فلا ينتقل إلى ما سواها، ثم إن الشرع كفل حق الدفاع عن النفس، ورد العدوان.

– المقاطع القصيرة

غزوة بدر الكبرى حدث مفصلي في تاريخ الإسلام

كيف نستلهم ثقافة النصر من جديد؟

أسباب ومقومات النصر

الاستعداد لغزوة بدر الكبرى

مشورة النبي صلى الله عليه وسلم للحباب

من أهم أنواع النصر الانتصار على النفس والتمسك بالمبادئ

القتال شرع لرد العدوان وإعلاء كلمة الله