بدر يوم الفرقان – خطبة الجمعة ١٤رمضان ١٤٣٨هـ  


الملخص

    تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن بدر الكبرى فبدأ بذكر تسمية الله له: {يَوْمَ الْفُرْقَانِ}، فسماه يوم الفرقان، أي يوم فرق الله فيه الحق والباطل، مشيرا إلى ما وقع فيه من معجزات باهرة، مثل تنزل الملائكة، وانتصار الفئة القليلة على الفئة الكثيرة، ثم نبه إلى أن تثبيت الله عز وجل موعود به من يأخذ بالأسباب، ومن يتبع الهدى، ويتمسك بطاعة الله ورسوله.

    وأضاف الدكتور في هذا السياق: “الأخذ بالأسباب واجب، وهو من الأدب مع الله عز وجل، وترك الأخذ بها، إنما هو ضرب من الحمق والجنون، وهو ترك لمنهج الله عز وجل، ثم إن الأخذ بالأسباب واجب، كما أن التوكل والإيمان واليقين واجب أيضا”.

  وقد تعرض الدكتور للظروف السياسية والاجتماعية، في المدينة قبل غزوة بدر الكبرى، فذكر التنوع الذي طبع سكان المدينة، بوجود اليهود والقبائل العربية المحيطة بالمدنية، والحال الذي كان عليه الأوس والخزرج من صراع وانقسام، ثم المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، منبها إلى ما بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم، من تقوية للحمة الإيمانية والوطنية، لمجتمع المدينة، ووضعه للميثاق المحدد للواجبات والحقوق.

   تحدث الدكتور أيضا، عن أسباب غزوة بدر الكبرى، فقال: إن السبب الحقيقي هو استفزازات قريش ضد المسلمين، فغزوة بدر لم تكن من أجل استرداد أموال منهوبة، وإنما قامت لتأكيد سيادة هذه الأمة ووجودها على الأرض، فقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرايا عديدة قبل بدر، لم يكن الهدف منها القتال، وإنما استطلاع الوضع وتأمين محيط المدينة، ثم جاء الإذن بالقتال لرد  الاعتداءات، ولكي تعرف قريشا أن لها حدا يجب أن تتوقف عنده، وهنا تأتي القصة المشهورة في الغزوة، وهي خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لاعتراض عير قريش، الذي انحاز به أبو سفيان إلى جهة الساحل، وأرسل إلى أهل مكة يستصرخهم، فخرجت قريش في خيلها وخيلائها، تريد استئصال المسلمين.

مما تعرض له الدكتور استشارة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في القتال، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم استشار الصحابة للخروج للقتال، فأشار عليه بذلك، ثم خرجوا ونزلوا ماء بدر، فأشار عليه الحباب بن المنذر بتغيير المنزل فقال: هذا المنزل أنزلكه الله؟ أم هو الحرب والمكيدة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “بل هو الرأي والحرب والمكيدة”، فأشار عليه الحباب بتغيير المنزل، فأتى النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم بالجيش حتى أقرب ماء من المشركين، ثم غوروا ما سواه من القلب، لتشتد النكاية بالعدو.

  وقد أشار الدكتور لبعض أحداث هذه الغزوة، مثل: دعاء رسول الله صلى الله عليه سلم ومناشدته ربه بإلحاح، يقول في دعائه: “اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد بعد في الأرض أبدا”، وكذلك ما كان من نزول المطر، وحصول النعاس الذي هو علامة على الطمأنينة، ثم نزول الملائكة ليتحقق النصر المبين.

   وقد ختم الدكتور بما ورد في بيان الاتصال الحكومي، بشأن الأزمة مع دول الجوار، فقد دعا البيان إلى التحلي بالأخلاق الكريمة، والترفع عن السباب والبذاءة، تجاه الرموز والدول والشعوب، مع كفالة حق كل مواطن أو مقيم في التعبير عن وجهة نظره، لبيان الحق والصواب بالتي هي أحسن، واضعا نصب عينيه القيم الإسلامية والعربية.

– المقاطع القصيرة

اتخاذ الأسباب طريق للنصر

الظروف السياسية والاجتماعية في المدينة قبل غزوة بدر الكبرى

أسباب غزوة بدر الكبرى

استشارة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في القتال وأخذه بأسباب النصر