معصية بثوب الطاعة – خطبة الجمعة ١٢ رمضان ١٤٤٠هـ


الملخص

    تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن تلبيس الشيطان على الناس، فقال: إن ألاعيب الشيطان وتلبيساته على الخلق كثيرة ومتنوعة، وأن شهر رمضان يدرب الإنسان على محاصرة هذه الألاعيب، وكشف هذا الخداع، لكن ذلك يتطلب، وعيا عميقا، وقوة إرادة في التزام سبيل الحق.

     وقد نبه الدكتور إلى أن هناك خدع أكثر خفاء، وضررها أشد، لكونها تأتي في ثوب الطاعة، ويلتبس البر فيها بالإثم، وذكر من ذلك ما يحرص كثير من الناس على فعله في رمضان، من تفطير للصائمين، وإهداء للطعام، فيقع التنافس في ذلك طلبا للأجر والثواب، لكن وبدون شعور يتحول التنافس في الخير إلى المباهاة في الباطل، ويتحول الإطعام إلى إسراف، وهكذا يختفي الإثم في باطن الطاعة فيقترف الإنسان الآثام، وهو يظن أنه يتقرب إلى الله عز وجل، {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}

    وأكد الدكتور هذا المعنى، فحث على الإخلاص وتنقية العمل من شوائب الرياء، فقال: إن إطعام مسكين واحد أو اثنين في خفاء وإخلاص، خير من مائدة يطعم فيها خلق كثير، لا يدرى هل هي لوجه الله، أم للمباهاة، ووجه الخلق.

     وقد ختم الدكتور كلامه، بالتنبيه على أن قيد النعمة يكون بالشكر، مشيرا لما يصيب الأمم والمجتمعات التي تكفر بالنعم، فتقع في المآسي والفقر والحروب، بعد أن كانت في نعمة ورغد،{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)}.

    ثم بين الدكتور أن المقصود ليس النهي عن أعمال البر، بل المراد من هذا تفحص دواخل النفس، فإن النية إذا صحت صح العمل، أما إذا فسدت، كان العمل فاسدا، والله عز وجل لا يقل إلا عملا صالحا بنية خالصة.

– المقاطع القصيرة

من ألاعيب الشيطان بالناس

التنبيه على ما يصاحب موائد رمضان من إسراف

الشكر قيد النعمة