هكذا سيعاملك القرآن – خطبة الجمعة ١٦رمضان ١٤٣٩هـ


الملخص

     تحدث الدكتور في هذه الخطبة، عن الاعتناء بالقرآن الكريم، فقال: إن القرآن الكريم يدرب اللسان على الفصاحة والبلاغة، فصاحب القرآن المشتغل به يكون لكلامه تأثير في نفس كل من ينصحه أو يربيه، ويبلغ كلامه بلوغ المطر في الأرض الجدباء.

     وأضاف الدكتور: القرآن يحولك هاديا مهديا، وحينها لن تشكو مما يشكو منه الناس، لن تشكو من عدم قدرتك على القيام بواجب الدعوة والأمر بالمعروف، أو واجب تربية الأبناء، سيكون كلامك مؤثرا؛ لأنك تستمد من نور كتاب الله عز وجل.

    ويقول الدكتور في هذا المعنى: القرآن سيعاملك معاملة المربي المؤدب، والصديق المتحنن، ستجد لكل آية من آيات القرآن وقعا على نفسك، ستجد بعض الآيات تقول لك ما في نفسك، وتوقظ غفلتك، {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.

     مما ذكر الدكتور الأنصاري أيضا، في حسن معاملة القرآن لمن يصحبه، تسلية القلب، وإذهاب ما فيه من حزن، يقول الدكتور: ستجد بعض الآيات تعطيك النصائح، وتمسح على قلبك حين تحزن، قد تقرأ في كتاب الله وأنت مهموم، قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} فتعلم أن التسبيح والصلاة تمسح على حزن القلب، وكقوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} إذا استيقنت من طريقك، سيزول عنك الهم والحزن، بعض الآيات تطمئن قلبك على مستقبلك، وعلى مستقبل الناس من حولك؛ لأنك توقن أن كل شيء بيد الله عز وجل، فهو الذي يدبر الأمر، {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} وكقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

  من أثر القرآن الكريم على النفوس أيضا، ما نبه عليه الدكتور في هذا السياق، فقد ذكر أن القرآن الكريم يقود الخطى، ويوجه القرارات المصيرية، لمن يصحبه، ويكثر من قراءته، مشيرا إلى الشعور الذي يجده كل من يصحب القرآن، في مواقف حياته، حيث تمده الآيات التي يقرأ بحلول لمشاكله، وما يثيره تفكيره.

   استعرض الدكتور كذلك أدواء أخرى، تجد في هذا الكتاب البلسم الشافي، من ذلك نزول الفتن واستبطاء النصر، فتقرأ من الآيات ما يقول لك إن النصر قادم لا محالة، يقول الله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}

وكذلك عند الانغماس في الشهوات والمنافسة على الدنيا، يقول الله تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)}.

وقد ختم الدكتور، بالتنبيه على أن الآثار التي يحدثها القرآن في النفس، والتي يشعر فيها المرء بصداقة القرآن، يكون الشعور فيها أن ما بذل من جهد وتطوير في هذه العلاقة مهما بلغ، يبقى يسيرا، في مقابل ما يحصل من هذه الصداقة، وما يمن الله عز وجل به من فضل.

– المقاطع القصيرة

كيف يعامل القرآن من يحسن صحبته؟

أثر حسن العلاقة بالقرآن

أثر القرآن في النفوس الطيبة

هداية القرآن