الضيف العجول – خطبة الجمعة ٢٣رمضان ١٤٣٩ هـ


الملخص

   تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة عن رمضان، فسماه بالضيف العجول، وذكر حال وداع هذا الضيف، وجميل صحبته، يقول الدكتور: جاءني ضيف عزيز، مكث عندي أياما، كانت زيارته خفيفة، صحبني في بيتي، ومجلسي، وفي سيارتي، وتنقلي، صحبني إلى المسجد، تدارست معه القرآن، شرح لي من معانيه، وجهني، وصوب أخطائي، هذا الضيف الخفيف لم أقدم له طعاما، ولا شرابا، فقد كان يمنعني من الطعام الساعات الطوال، ثم يجلس معي على المائدة، يعلمني الصمت والتفكر، والذكر، والدعاء، والتأمل”.

    وأضاف الدكتور: “هذا الضيف كشف لي من معاني الغيب أسرارا، عرفني بها على رحمة الله عز وجل، وعلى مغفرته، فأصبحت أتشوق عفوا لهذه الرحمة، والمغفرة، استشعرها في قيامي، وقعودي، وفي حديثي، وصمتي”.

     ثم ذكر لوعة الفراق، وألم الوداع، بعد أن آذن هذا الضيف بالرحيل، فقال: واليوم فاجأني بخبر أعرفه، فاجأني بقوله: يا هذا قد اقترب موعد سفري، فقلت له: تمهل يا ضيفي، ما الذي أعجلك؟ لماذا تذهب ولم نشبع منك؟ لماذا تسافر ولم تشبع الأرواح؟ فقال: هذه هي سنة الحياة، كل بداية، لا بد لها من نهاية.

     كما ذكر الدكتور، بعض الدروس المستفادة من هذه الصحبة، بعد وداع هذا الضيف، فقال: “وقد تعلمت أن رمضان يذيق حلاوة الطاعة لله، والإخبات له، ومناجاته، والتذلل بين يديه، وأن هذه الحلاوة باقية طوال السنة، فعقدت النية على التزود منها ما استطعت، والتلذذ بها، والعيش في نعيمها”.

    وقد ختم الدكتور خطبته، بالحث على اغتنام ليلة القدر، وحذر من الانشغال بتتبع علاماتها،  

فقال: لا تفوت ليلة من هذه الليالي، إلا وقد ضربت فيها بسهم مع الله عز وجل، تساهم فيها بعمل، تقدم فيها دعاء، أو صلاة أو استغفارا، وكن على يقين _ إن شاء الله_ أنك ستحصل عليها، أما تكلف طلب علاماتها، بتصوير الشمس، واستشعار الحرارة، فهو مما لا يدل عليها، فلا تطلبوها بالعلامات، بل بالعمل.

– المقاطع القصيرة

في وداع رمضان 1

في وداع رمضان 2

حال المعركة مع الشيطان في شهر رمضان

طلب ليلة القدر يكون بالعمل والاجتهاد في العشر الأواخر