تقبل الله – الحلقة 3 – شوال 1441هـ


الملخص

 قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري إن الحكمة من تشريع رمضان، وغيره من مواسم الخير، هو فرصة الاجتهاد في العبادة، والطاعة، وأن هذا الاجتهاد هو الذي يرقي قلب الإنسان وذوقه في العبادة، فإذا انتهى الموسم، بقيت اللذة، والأثر، طوال السنة.

وأضاف الدكتور في حديث لبرنامج تقبل الله، في حلقته الثالثة: وجود هذه المواسم مرة بعد مرة، يترقى معه الإنسان درجات، فيقترب من الله عز وجل، ويتعرف على آياته سبحانه وتعالى، ويكون أكثر فهما لمعانى العبادة، وقربا من الآخرة، وأقل انشغالا بالدنيا.

      وحول ما يقع فيه بعض الناس من انشغال بالعبادة في رمضان، وتركها بعد انقضائه، نبه الدكتور إلى أن رمضان يعلم، ويدرب، على بناء العلاقة الصحيحة، مع الله عز وجل، الذي خلق وأوجب العبادة الخالصة له سبحانه، يقول تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، ويقول تعالى: “{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}،

     وأكد هذا المعنى فذكر أن رمضان يربي المرء على أن يكون ربانيا، وذلك بجعل عبادات هذا الشهر وسيلة للترقي في العبادة، وقوة العلاقة به سبحانه وتعالى، مستفيدا من هذه المنحة التي وهبها الله عز وجل، لتبقى إلى ما بعد رمضان.

    وقد تعرض الدكتور لحال القلب، وما يلزم من العناية بصلاحه في رمضان، فقال: إن العلاقة بين العبد وربه، متوقفة على هذا القلب، لقوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”، ولقوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، ولا شك أن رمضان يرقى بهذا القلب، ويكسبه دربة على الطاعات، ونفورا من المعاصي.

وقال أيضا في نفس السياق: القلب محل نظر الله عز وجل، “إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”، فيلزم أن يخلى من الصفات السيئة، ويحلى بالصفات الحسنة، وهو ما يعرف بالتخلية، والتحلية، يبدأ الإنسان بالمحاسبة، ومعرفة عيوب النفس، والتخلص منها قدر الإمكان، ويغتنم شهر رمضان لذلك، لكونه يدل على مواطن الخلل، ويعين على علاج القلب.

وقد ختم الدكتور بنصائح في المحافظة على العبادة بعد رمضان، أول هذه النصائح، المحافظة على الفرائض، فذكر أنه لا مجال للتفريط فيها، وأكد على العناية بها، لأنها أحب ما يتقرب به إلى الله عز وجل.

أما النصيحة الثانية، فقد حث فيها الدكتور على المواظبة على العبادات، وذكر أن قليل دائم خير من كثير منقطع.

النصيحة الثالثة: وقد سماها الدكتور: “المحطات”، أو “نقاط الانطلاق”، وأرشد في هذه إلى الحاجة بين فترة وفترة، لمحطات إيمانية، مثل: اعتكاف، أو ختمة، أو مجلس ذكر، وأوضح الدكتور هذا الأمر، فقال: النفوس تضعف، وهو ما يستدعي هذه المحطات، التي ينقطع فيها العبد للاشتغال بالعبادة، أو ملازمة الذكر، أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون هو الشغل الشاغل على الدوام صباحا ومساء.

– المقاطع القصيرة

الحكمة من تشريع رمضان، وأثره على حياة المسلم

كن ربانيا ولا تكن رمضانيا

الحكمة من تشريع مواسم الخير

حال القلب في رمضان، وما يلزم من العناية بصلاحه

المحافظة على العبادة بعد رمضان