النصر المعنوي – خطبة الجمعة ١٩ ذو القعدة ١٤٣٨هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة عن النصر المعنوي، فبدأ بالكلام عن قاعدة من قواعد النصر، وهي: أن النصر ليس حسما عسكريا، فقال: حينما يأتي الكلام عن النصر والانتصارات، يتبادر إلى الذهن، النصر الحاسم، وهزيمة الأعداء، والمعارك، ونقيس الانتصارات بعدد القتلى، وكم الغنائم، وحصيلة الأسرى، ومساحة البلاد المفتوحة، هذه انتصارات ونعم، لكنها ليست هي الانتصار الحقيقي، أو النصر الحاسم، النصر الحقيقي، يتحقق بمجالات شتى، يتحقق بالجد والمثابرة، والإخلاص، والعمل الدؤوب، يتحقق بغسل القلوب، من غلها، وعداوتها.

وأضاف الدكتور: من المجالات التي يمكن تحقيق النصر بها، المجال الخلقي، الأمة تنتصر بقيمها وأخلاقها، وبالتمسك بمبادئها، يتحقق النصر في مجال العدالة، وحقوق الإنسان، يتحقق النصر في مجال الأنظمة التي تحكم المجتمع، والقوانين التي تقنن العلاقات بين أفراده، ومؤسساته.

   وأوضح الدكتور هذا الأمر، فذكر أن النصر الحقيقي، هو النصر المعنوي، الذي يجد فيه العدو نفسه مضطرا للقبول بأخلاق المنتصر، ومبادئه، والاستسلام له طوعا، بل بالدخول في الدين، والخضوع للنظام والقانون.

    وقد أكد الدكتور على أن العدة والعتاد لم تكن يوما هي المعيار الحاسم ، بل الغلبة كانت للقوة الخلقية، والتشريعية، الكامنة في الإسلام، فهي التي جعلت الناس تميل للإسلام، وتدخل في دين الله أفواجا، وقد ضرب على هذا مثلا  من سيرة النبي صلى  الله عليه وسلم، يبين أن النصر ليس بالقوة العسكرية، ففي فتح مكة، خرج النبي صلى الله عليه وسلم، بجيش قوامه عشرة آلاف، تحقق به الفتح المبين، دون قتال، فقد تأسس مجتمع المدينة، على قواعد أخلاقية وتشريعية عظيمة، مع إعداد عسكري، وإقامة للعهود، لذلك لما جاء يوم الفتح، لم يجد أهل مكة بدا من الدخول في الدين، والخضوع له. 

   وقد ختم الدكتور خطبته بالتنبيه إلى أن القتال والحرب في الإسلام وسيلة، وليست غاية، فقال: من المهم التنبه إلى معنى دقيق للنصر، حتى لا يندفع الشباب بحكم فتوتهم، وتعجلهم، إلى تصور معنى ضيق للنصر، يتلخص في مقاتلة الأعداء، وإراقة الدماء، والعنف، فيقدم صورة سيئة عن الإسلام، القتال والحرب في الإسلام وسيلة، وليست غاية، لم يأت الإسلام إلا ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، لم يأت إلا لهداية البشرية، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، ولا يكون دين الإسلام رحمة، إلا إذا وصلت مبادئه وقيمه إلى البشرية كافة، ثم بعد ذلك يختار الناس الدخول فيه طوعا، أو الاستمرار على ما فيهم من معتقدات، حاثا في نفس الوقت على ترسيخ هذا المفهوم.

 ويذكر الدكتور في نفس السياق، التقصير الكبير في المجالات التي تُحقق النصر، فيقول: ليس من المعقول أن تقصر أمة، في المجال الاقتصادي، أو الأخلاقي، أو التشريعي، ثم تتصور أنها ستحقق نصرا عسكريا، هذا يخالف سنن الله عز وجل في خلقه، لا يمكن أن نهزم أمة نشتري منها السلاح، والغذاء، والدواء، إذا أردنا أن نحقق نصرا للإسلام، فعلينا تحقيق النصر في هذه المجالات.

المقاطع القصيرة

من قواعد النصر

مجالات يمكن تحقيق النصر فيها

القوة الخلقية للإسلام

القتال والحرب في الإسلام وسيلة وليست غاية