خلق الكرم – برنامج اسلامنا وسلومنا – 24-07-2013


الملخص

قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، إن خلق الكرم مظهر جميل، زين مجتمعنا قديما، وما زال يزينه حتى اليوم، فنجد مظاهر هذا الخلق، حينما يدعو الداعي إلى البذل، نراه واضحا في رغبة الإنسان أن يزوره إخوانه ليكرمهم، نجده في حسن المعاملة مع الآخرين، ممن يزورون هذا البلد الطيب.

وأضاف الدكتور في حديثه، من خلال برنامج إسلامنا وسلومنا، مبينا حقيقة الكرم: يقولون إن الكرم هو إنفاق المال الكثير بسهولة من النفس، ويقولون إنه إنفاق المال في الأمور الجليلة القدر، الكثيرة النفع، وقيل هو التبرع بالمعروف قبل السؤال، والرأفة بالسائل مع بذل النائل، وقيل الكرم هو العطاء لا لغرض، فمن يهب المال لغرض جلب النفع، أو الخلاص من الذم، فليس بكريم، فالكريم إذن من يوصل النفع للآخرين بلا عوض، ومن هنا نأخذ أن الكرم سجية، وطبع في النفس، ينتج عن هذا الطبع تصرفات، تتعلق ببذل المال والجاه، بسهولة وسماحة، دون انتظار مقابل لذلك.

وقد تعرض الدكتور لقصص من أخلاق الكرام، من ذلك ما يروى عن عبيد الله بن عباس، أنه جاءه رجل من الأنصار، فقال: يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه قد ولد لي ولد في هذه الليلة، وإني سميته باسمك، تبركا مني به، وإن أمه قد ماتت، فقال عبيد الله: بارك الله لك في الهبة، وأجزل لك الأجر على المصيبة، ثم دعا بوكيله فقال: انطلق الساعة فاشتر للمولود جارية تحتضنه، أي ترضعه، وتقوم على رعايته، وادفع إليه مئتي دينار للنفقة على تربيته، ثم قال للأنصاري: عد إلينا بعد أيام، فإنك قد جئتنا وفي العيش يبس، وفي المال قلة، قال الأنصاري: لو سبقت حاتما بيوم واحد، ما ذكرته العرب أبدا، ولكنه سبقك فصرت له تاليا، وأنا أشهد أن عفوك أكثر من مجهوده، وطل كرمك أكثر من وابله.

وكذلك ما يروى عن عبد الله بن جعفر، أن امرأة سألته فأعطاها مالا عظيما، فقيل له: إنها لا تعرفك وكان يرضيها اليسير، فقال: إن كان يرضيها اليسير، فإني لا أرضى إلا بالكثير، وإن كانت لا تعرفني فأنا أعرف نفسي.

كما تحدث الدكتور الأنصاري، عن خلق الإسراف وكيف ينشأ في النفوس، فقال: إن بعض الناس يبدأون بالبذل لأجل اجتناب مدح الناس؛ لأنهم يرون أن الكرم يجلب المدح، وهذه هي أول بذرة للإسراف، تغرس في نفس الإنسان، فالبذل موجود، لكنه ليس نابعا من هذه السجية النفسية، إنما هو نابع من سجية أخرى هي حب الشهرة، وحب التسميع بين الناس، ولأن هناك فرقا بين السجيتين، فالأول ينفق المال ولا ينتظر مدحا، أما الثاني فإنه ينفقه لأجل أن يمدح، فماذا نتخيل لو أنفق هذا الثاني مالا، ولم يحصل على هذا المدح، ستبدأ حينئذ تلك التصرفات الرعناء بالظهور، سنراه يبذل، ثم يبدأ بمدح نفسه.

وقد ختم الدكتور بالتنبيه على مساوئ وآفات في الإسراف، فذكر من ذلك اهتمام كثير من الشباب بلبس الماركات، والانشغال بالبذخ الزائد في الحفلات، والمغالاة في الولائم.

ذكر الدكتور أيضا في هذا السياق ما طرأ على عادات الناس من مغالاة في تجهيز غرف استقبال المولود، وما ينفق فيها من مال كثير، قد لا ينفق في غيره، ثم قال: إن أمثال هؤلاء يدخلون في دوامة من الإنفاق غير المحسوب، على أمور أقل ما يقال عنها أنها من السفه والجهالة.

المقاطع القصيرة

حقيقة الكرم

قصص من أخبار أهل الكرم

الكرم الحقيقي يكون سجية في النفس

كيف ينشأ خلق الإسراف في نفس الإنسان؟

مساوئ وآفات في الإسراف