وما نرسل بالآيات إلا تخويفا (الخسوف) – خطبة الجمعة ١٤ذو القعدة ١٤٣٩ هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة، عن الكسوف، فبدأ ببيان أن لا تعارض بين ما يرد من حقائق العلم الحديث، وبين الثابت من مسائل الشرع، يقول الدكتور: من الثابت أن لا تعارض بين العلم والإيمان، لا تعارض بين الشرع، وما يثبت من حقائق العلم، هذه حقيقة يؤمن بها كل مسلم موحد، ويجحدها كل معاند، ثم ذكر أن الناس ينقسمون حول هذه القضية، إلى ثلاثة أقسام:

قسم يسلم بالنظريات العلمية، حتى وإن لم تكن ثابتة، يسلمون بها وينتقصون من الدين، والنصوص الشرعية، فهذا القسم جاحد، معاند، ملحد، القسم الثاني: يغالي في النصوص يفسرها تفسيرات ظاهرية، تتناقض مع حقائق العلم، و يتعصب لهذه التفسيرات، وهذا القسم يضر أكثر مما ينفع، والقسم الثالث: من أنار الله قلبه وعقله بنور الإيمان، فإنه يفهم الدين فهما صحيحا، لا يتعارض مع ما ثبت من العلم الصحيح القطعي؛ لأنه يرى أن النصوص الصريحة الصحيحة، وحي من عند الله عز وجل، وأن الحقائق العلمية الثابتة، هي من سنن الله عز وجل في كونه، وهيهات أن تتعارض آيات الله القرآنية، مع آياته وسننه الكونية.

  مما نبه عليه الدكتور في هذا السياق، ما يقع من الناس عادة عند حدوث بعض الظواهر، الكونية كالكسوف والخسوف، واحتباس المطر، فقال: إن الناس ينقسمون في هذا إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول: أناس يجحدون القدرة الإلهية، وينسبون كل شيء للطبيعة، ويقولون: صلوات الكسوف، والخسوف والاستسقاء، لا تأثير لها، والدعاء والتضرع لا يؤثر، ولا يغير، وما ذلك إلا لأن قلوبهم صارت خاوية من الإيمان,

القسم الثاني: من يقول إنه يصلي، ويدعو لكي ينجلي الكسوف، وينزل المطر، وأنه يخشى إذا ترك الصلاة أن لا يزول الخسوف، أو الكسوف، ولا ينزل المطر، فكأنهم يجعلون الأثر لصلاتهم، وعباداتهم، وأفعالهم.

أما القسم الثالث: هو الذي أنار الله بصيرته، يقول: هذه آيات كونية تحدث بسنن وقوانين كونية وضعها الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى الذي وضع هذه القوانين، وهو الذي طلب منا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن نصلي، وندعو، ونستغفر، إذا رأينا الكسوف، أو الخسوف، فنمتثل أمر الله، ونصلي، وندعو، ونستغفر، ونسبح، ثم ينجلي الكسوف، أو ينزل المطر، سواء صلينا، أم لم نصل، ينزل بإرادة الله، لا بأعمالنا القاصرة.

  مما ذكره الدكتور في السياق، أن صلاة الكسوف والخسوف سنة، أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الانشغال بالصلاة وقت الخسوف، أو الكسوف، دليل على حياة القلب، ويقظته.

ويقول أيضا: احرصوا على حضور هذه الصلاة، والانشغال بها، ومن لم يستطع فعليه أن ينشغل بالذكر، والاستغفار، والتسبيح، فإنها مناسبة لبعث الإيمان في النفوس، وربط الناس بالله عز وجل.

المقاطع القصيرة

لا تعارض بين الشرع وبين ما يرد من حقائق علمية

الموقف الشرعي من الظواهر الكونية

ما يوصى به عند وقوع الخسوف