الملخص
قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري: إن معنى عفة اللسان، هو الترفع عن الكلام البذيء، والجدال، والسباب، وعكس هذا المعنى، هو البذاءة، والفحش، ومعناهما التعبير عن الأمور المستقبحة، بالعبارات الصريحة، والذي يسبب هذا الفحش، هو قلة الحياء.
وأضاف الدكتور في حديثه، من خلال برنامج “اسلامنا وسلومنا”: إن من أهداف عبادات الإسلام الكبرى النهي عن الفحشاء، فعن الصلاة، يقول الله عز وجل: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}، والصوم يقول عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصيام جنة وإذا كان أحدكم يوما صائما فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم إني صائم”، والحج كذلك يقول عنه الله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}.
ويقول الدكتور أيضا: إن عفيف اللسان لا يحب القول البذيء، ولا القول الفاحش، ولا يحب السباب واللعن، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء”، وما ذلك إلا لأن هذا المؤمن يمنعه الحياء من الله عز وجل، ثم الحياء من الناس، أن يكون بذيئا فاحشا في القول.
وقد أشار إلى آداب في حفظ اللسان، من ذلك، قول الشاعر:
وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن … ثرثارة في كل ناد تخطب
وقول الآخر:
انطق مصيبا ولا تكن هذرا … عيابة ناطقا بالفحش والريب
وكن رزينا طويل الصمت ذا فكر .. فإن نطقت فلا تكثر من الخطب
ولا تجب سائلا من غير تروية … وبالذي عنه لم تسل فلا تجب
وقد استنكر الدكتور ما شاع بين الناس من فحش وبذاءة في التخاطب، فقال: إن المزح بين الأصحاب صار باللعن، بل تارة يكون بلعن الوالدين، وهذا منهي عنه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من الكبائر شتم الرجل والديه” قالوا: يا رسول الله هل يشتم الرجل والديه؟ قال: “نعم، يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه “.
كما نبه إلى ما يلزم من مراعاة شعور الناس، وعدم الإيذاء برفع الصوت، فذكر ما حكاه القرآن عن وصية لقمان، قال الله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.
مما ذكر أيضا، أن خفض الصوت مطلوب حتى في العبادة، قال الله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}، وما روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر، ثم قال: “ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة” أوقال: “في الصلاة”.
وقد ختم الدكتور بالتأكيد على هذا المعنى، فحذر من مظاهر تنافي الذوق، والأدب، من ذلك إزعاج الناس بالأصوات النشاز، كصوت التفحيط، وأصوات أبواق السيارات، في الطرقات العامة، أو في الأحياء السكنية.
من المظاهر التي نبه عليها الدكتور أيضا، استخدام مسجل السيارة، في الطرقات العامة، بجعل فيها أغان، وموسيقى صاخبة، قد لا تناسب الذوق، وكذلك مما ينافي الذوق، ما نراه في الأعراس من رفع الأصوات بالغناء، إلى ساعات متأخرة من الليل.
المقاطع القصيرة
من مقاصد العبادات عفة اللسان
محاسن حفظ اللسان ومساوئ البذاءة
آداب في حفظ اللسان
خلق مذموم شاع في المجتمع
الاستغلال السيء لوسائل التواصل الحديثة
فضل خفـض الصوت
مظاهر تنافي الذوق العام