الملخص
قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري إن ابتداء الوحي بقول الله تعالى: {اقْرَأْ}، فيه سر ومقصد عجيب، وهو التأكيد على وسيلة اكتساب المعرفة، كما أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب، وهذه رسالة على أن القراءة وسيلة مهمة، من وسائل تحصيل المعرفة.
وأضاف الدكتور في حديث لبرنامج قضايا شبابية: لا يمكن عبادة الله عز وجل على نور إلا بالعلم، ولا يمكن تحصيل العلم إلا بالقراءة، حتى الأمي عليه أن يجد الوسائل التي تعينه على تحصيل العلم، لكي يقوم بأداء ما يطلب منه من تكاليف، إذن قول الله عز وجل: “اقرأ” تأكيد على أهمية هذه الوسيلة، التي يحصل بها الإنسان على المعلومات.
وقد تحدث الدكتور عن دلالة قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، فقال إن الله عز وجل افتتح هذا الوحي بالقراءة باسم الله عز وجل، فهذه القراءة، وهذا التعلم، لا بد أن يكون باسم الله، وفي مرضاته سبحانه وتعالى، أي أن الإنسان إنما يطلب العلم لكي يحقق علما أكبر بالله عز وجل، ومن الخطورة بمكان أن تكون القراءة مقطوعة الصلة بالله عز وجل، فالقراءة إذا كانت على غير اسم الله، فإنها تثمر مفاسد وكوارث على الإنسانية.
تعرض الدكتور أيضا لدلالة قوله تعالى: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}، فذكر أن علم الإنسان محدود، مهما بلغ من العلم، فهو يعيش مرحلة استكشاف دائم، يعلمه الله عز وجل فيها، يقول الله عز وجل: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} ويقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} فالإنسان في كل يوم يوسع دائرة علمه، ويستكشف أيضا مدى اتساع دائرة علم الله عز وجل التي يجهلها.
وحول أولويات القراءة، وما على الشاب أن يبدأ بقراته، قال الدكتور: إن الشاب عليه أن يحدد ما يريد أن يقرأ، فإذا كان يقرأ لمزيد علم واطلاع، فعليه أن يحدد المجال الذي يقصد، ثم بعد ذلك يبدأ باختيار الكتب المناسبة، والذي ينصح به، اختيار الكتب التي تعنى بمداخل العلوم، حتى يتعرف من خلالها على هذا العلم ومباحثه، ثم بعد ذلك يستعين بالمختصين من أهل الفن، أما إذا كان يقرأ للأجل الدراسة، فإنه ينصح بالكتب المقررة، حتى يراجعها، ويستوعب ما فيها، ولا بأس بعد ذلك إذا وجد وقتا للقراءة في مراجع أخرى، ويتأكد هذا الأمر في حق طلاب الجامعة.
أما إذا كان الإنسان يقرأ لأجل تطوير خبرته الوظيفية، فعليه أن ينظر في المجال الذي يريد اكتساب الخبرة فيه، فمثلا إذا كان لا يجيد العمل مع فريق، فيمكنه اختيار كتاب يتحدث عن أساسيات إدارة فرق العمل، ونحو ذلك.
وبالنسبة لمن يقرأ لأجل المتعة والتسلية، فينصح بكتب الأدب، أو كتب القصص والروايات، أو أي مادة علمية صيغت في شكل ممتع، مثل كتب الفلك، ونحو ذلك.
وقد نبه الدكتور على وسائل معينة على القراءة، فذكر أن القراءة قد لا تكون بصرية فقط، بل منها ما هو متعلق بالسمع، وهو ما صار يعرف بالكتاب المسموع، فيستطيع الشاب أن يستغل وقته استغلالا جيدا، بقراءة كثير من الكتب عن طريق السمع.
من الوسائل التي تعرض لها الدكتور أيضا في هذا السياق، الأفلام الوثائقية التي هي في أصلها كتب العلمية، ونبه إلى أن هناك قنوات كثيرة، تبث أشياء من هذا القبيل، يستطيع الإنسان أن ينمي معرفته من خلالها.
وأشار الدكتور في ختام كلامه لما يعين على تثبيت العلم، والاستفادة منه، فذكر أن أفضل طريقة لطلب العلم تدريسه، محذرا من التعالم، واستعراض العضلات في الميدان العلمي.
المقاطع القصيرة
لماذا بدأت الرسالة بكلمة: “اقرأ”؟
دلالة قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
أهمية تدوين المعارف
دلالة قوله تعالى: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}
ماهي أولويات القراءة والمطالعة؟
وسائل معينة على القراءة
كيف يستفيد الإنسان مما يقرأ؟
تعليم العلم معين على تثبيته
من فوائد القراءة والمطالعة