المسؤولية الاجتماعية – خطبة الجمعة ٧ جمادى الآخرة ١٤٣٩هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، عن المسؤولية الاجتماعية، فبدأ بالكلام عن حقوق الله، وحقوق العباد، فقال: إن أحكام الله فيها ما هو متعلق بحقوق الله، وفيها ما هو متعلق بحقوق العباد، فحقوق الله هي العبادات المحضة، كالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وغير ذلك.

     أما حقوق العباد، فهي أحكام افترضها الله عز وجل؛ ليستقيم بها نظام المجتمع، ولترتب العلاقة بين الناس بعضهم ببعض، كالنكاح، والبيع، والقضاء، ونحو ذلك، وهذه الأحكام إنما شرعت لتنظم العلاقة بين الإنسان ومجتمعه، والله عز وجل هو الذي أوجبها، فهي من حيث الوجوب في نفس درجة الأحكام الأولى.

    وقد ذكر أن كثيرا من الناس يهتمون بهذه العبادات اهتماما كبيرا، لكنهم مع ذلك يضيعون حقوق الناس، فلا يستشعرون خطورة الإخلال بهذه الأمانة، ولا يعبأون بها.

 وأضاف الدكتور: لقد شرعت هذه الحقوق لحفظ أمن المجتمع، وسلامته، والإخلال بها تضييع للعلاقات الاجتماعية، وتفويت للإنجاز والعمل، ولذلك تتخلف المجتمعات إذا أهملت هذا النوع من الحقوق.

   وقد نبه الدكتور إلى مضار الإخلال بالمسؤولية المجتمعية، فقال: إن من يتولى مصالح الناس، ويكون سببا في تأخير شؤونهم، وتضييع أوقاتهم، فإنه لا يقوم بما أوجب الله عليه من مسؤولية، كما أنه يساهم في تخلف المجتمع وإضعافه.

   وقال أيضا: حينما يكون الإنسان مؤتمنا على قضاء أمور إدارية في الدولة، ثم يأخذ الرشوة، ويقبل الواسطة، ويتجاوز بالنظام، فإنه يخل بالمسؤولية المجتمعية، ويزرع الحقد، والتنافس غير الشريف، والعادات السيئة في المجتمع.

   ويشير الدكتور لنماذج من الإخلال بالمسؤولية في المجتمع، من ذلك ما يقوم به البعض من تهور في قيادة السيارات، ومخالفة لأنظمة السير، تعرض حياة الناس وممتلكاتهم للخطر، ويذكر من ذلك أيضا، تقصير الصانع في صنعته، والعامل في عمله، والمهندس في حرفته، والطبيب في علاجه، والمدرس في تعليمه.

وقد ختم الدكتور كلامه ببيان ما تتحقق به المسؤولية الاجتماعية فقال: إن استشعار معية الله عز وجل، ومراقبته، في كل حين، كفيل بحصول هذا الأمر، وأن هذا السلوك إذا انتشر، فإن المجتمع حينئذ يكون قائما بمسؤوليته الاجتماعية، وحري به كذلك أن يتقدم ويتطور.

المقاطع القصيرة

حقوق الله وحقوق العباد

الحث على المحافظة على حقوق العباد

من مضار الإخلال بالمسؤولية المجتمعية