الملخص
تناولت حلقة برنامج قضايا شبابية موضوع: “الشباب والتعامل مع الوالدين”، مع ضيف البرنامج الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، حيث بدأ حديثه بالحث على بر الوالدين، مستشهدا ببعض الآيات الكريمة، مثل قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}، وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ، إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) }، وقوله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}.
ثم تكلم عن لطائف وإشارات، وردت في الآيات المتقدمة، بدأها بقوله تعالى: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا َقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}، يقول الدكتور: إن هذه الآية قاعدة في التعامل مع الوالدين، فالله عز وجل ينهى عن أدنى مستوى من الأذية، حتى كلمة: “أف”.
ونبه الدكتور في هذا السياق، إلى ما يلاحظ من قرن مسألة بر الوالدين، بقضية النهي عن الشرك، مشيرا إلى أن من يتمثل هذه الآية ويقرأها، فإن ذلك يدعوه إلى أن يبحث عن أي شيء يرضي الوالدين، ويجعله يبتعد عن أي شيء يؤذيهما، فهي إشارة إلى أن المرء يجب أن يكون حساسا في التعامل مع الوالدين.
تحدث الدكتور الأنصاري كذلك، عن بعض إشارات قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ}، فقال: الوصية بالوالدين، ثم التأكيد على الأم تذكير بتضحية الأم، وآلامها، وما تحملته من أجل أن يأتي الابن إلى الدنيا إنسانا كاملا.
ويقول أيضا: إن استحضار هذه التضحيات التي قدمها الوالدان، تجعل في القلب مشاعر مختلطة، من الحب، والتقدير، والعرفان، وتشير كذلك إلى ضرورة تذكر هذه التضحيات، والتفكر فيها مليا، لما تنتجه في النفس من مشاعر تجاه الأب والأم.
كما تعرض الدكتور لبعض إشارات قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}، فذكر أن هذا المقطع من الآية، فيه دعاء الله عز وجل، وفيه في الوقت نفسه استدعاء لذكريات، منبها إلى أن هذا الخطاب قد يصلح لمن فقد والديه، أو أحدهما، وكذا من لا يزال ينعم بوجودهما في هذه الحياة.
وحث الدكتور على اغتنام وجودهما، وذلك بالاستماع لحديثهما، والجلوس معهما، وأخذ المشورة والنصح منهما، مؤكدا على أن في هذا مجال كبير للتواصل العاطفي، وإدخال السرور، وحسن التعامل.
أشار الدكتور إلى أمر آخر يلزم فيه مراعاة الأدب مع الوالدين، وهو عند وقوع الخلاف في وجهات النظر، نتيجة الفجوة التي تحدث بين الجيل القديم، والجيل الجديد، حيث أن الشباب _وهم من يمثلون الجيل الجديد_ يتهمون الجيل القديم، بأنه لا يفهم الواقع، ولا يدرك كيف تسير الأمور، وهنا ينبه الدكتور الشباب على أن الوالدين عندهم معلومات، وخبرات طويلة، مارسوها في حياتهم، اكتسبوا منها خلاصات لتجاربهم في هذه الحياة، وهذه الخبرات قد لا يدركها إلا من مر بها، والجيل القديم يقدم هذه الخبرات على أنها خلاصة تجارب، يريدون أن يقدموها لأبناء الجيل الجديد، مبينا في نفس الوقت أن الشباب يتميزون بنوع من الخبرات والمعلومات، لهم قدرة على إثبات الرأي فيها. ويختم الدكتور بتوجيه يخص بعض الشباب الذين يصيبهم الزهو والغرور عند محاورة الوالدين، فيقول: احذر الاستهانة برأي الوالد، لأن ما يقدم عبارة عن حصيلة تجارب، وخبرات، مر بها، وهو يريد نقل هذه التجارب إليك؛ من أجل أن لا تقع في مشكلات.
المقاطع القصيرة
من إشارات قوله تعالى: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا}
من إشارات قوله تعالى: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ}
من إشارات قوله تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما}
من إشارات قوله تعالى: {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغير}
ما يلزم من مراعاة الأدب مع الوالدين عند الاختلاف معهم في وجهات النظر