ندوة مناهج كليات الشريعة وتحديات المستقبل | مع الدكتور إبراهيم الأنصاري

24 نوفمبر، 2023

الملخص

نظم مركز الوجدان الحضاري، بتاريخ: (24/9/2018) ندوة “مناهج كليات الشريعة وتحديات المستقبل”، قدم فيها الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، تجربة كلية الشريعة، بجامعة قطر، وقد تحدث عن نشأة كليات الشريعة، فقال: إن نشأة الكليات الشرعية كان على مسارين: كليات عريقة، وقديمة، مثل: الأزهر، والزيتونة، وغيرها، وكليات نشأت حديثا في ظل الدولة الحديثة، وكلا المسارين عانى بدرجة من الدرجات، من ظروف أجبرته على التحوير، والتغيير، في مناهجه، مما جعل قدرة هذه الكليات على إنتاج العالم الشرعي، أو المتخصص الشرعي محدودة.

وقد أشار لإكراهات تعاني منها الكليات الشرعية، وأول هذه الإكراهات: تأثير المد الغربي والاستعماري على المنطقة، الذي وقع معه تغيير في أنظمة التعليم في العالم العربي.

الإكراه الثاني: الجامعات المتعددة التخصصات، فنشأت كليات الشريعة ضمن جامعات حديثة، تدرس بنظام الساعات، وهناك متطلبات من خارج التخصص، وبقي الوقت المخصص للتدريس الشرعي محدود جدا.

الإكراه الثالث: كلية الشريعة وجدت نفسها في هذه المعركة هي المسؤولة عن الدفاع عن هوية الأمة، وهي المسؤولة كذلك عن تخريج المتخصص الشرعي، الذي يملأ الفراغ الذي يتركه العلماء الربانيون، وهو أمر جعل هذه الكليات في خيارات صعبة.

الإكراه الرابع: غياب التنسيق بين الكليات ومؤسسات الدولة، وهو أمر جعل بعض الكليات تخطط لتطوير البرامج بمعزل عن مؤسسات الدولة، التي تشكل سوق العمل، لتلك الكليات.

وقد تكلم الدكتور عن تجربة كلية الشريعة في بداياتها، والتحولات التي عرفها المنهج الدراسي عبر تاريخ الكلية، منبها على خصوصية العلوم الشرعية، وتحديات التكوين في كليات الشريعة.

وفي سياق حديثه عن الخطة الاستراتيجية للكلية، قال: إن كلية الشريعة وصلت في مخرجاتها إلى طريق مسدود، ثم إنه في سبيل تطوير برامجها، تم العمل على دراسة ذاتية، خلصت إلى أن البرامج لا تفي بمتطلبات سوق العمل، ولا تكفي لتأهيل متخصص في الشريعة.

وقال أيضا: الخطة الاستراتيجية أوصلت إلى رؤية، وهي أن تعرف الكلية إقليميا وعالميا بالريادة، والتميز في التعليم الشرعي، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، بمنهج وسطي أصيل، وكذلك أن تكون الكلية مرجعية موثوقة، ترسخ الهوية العربية، والإسلامية، وتقدم الإسلام بصورة مشرقة، تعزز التعايش، والحوار مع الأخر.

أمر آخر تعرض له الدكتور، وهو الشخصية البحثية، فذكر أن هناك تصور لما يجب أن يكون في مسارات البحث في الكلية، ونمط التعامل مع البحوث، مع الحراك الذي سيبدأ في موضوع الشخصية البحثية، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجه الكلية ليست في الخطة، وإنما في تطبيقها، وقد قطع شوط في مسألة التطبيق، مع إدراك ما فيه من تحديات.

وعند انتهاء المحاضرة، أجاب الدكتور على أسئلة الحضور، ومن ذلك سؤال حول تدريس المتون العلمية بكلية الشريعة، أجاب عنه، فقال: إن تدريس المتون من ضمن الأنشطة الإضافية، التي توفرها الكلية للطالب، حيث توجد لجنة مختصة بتدريس المتون، وهي الآن تعمل على وضع تصور جديد، لما يقرر منها، وهي ليست إجبارية، لكن فيه توجيه للطلبة بدارسة هذه المتون، وهناك أساتذة فطاحل يتولون هذا الأمر.

وقد أجاب عن سؤال حول معالجة قضايا العصر، في منهج الكلية، فقال: إن هناك قضايا مهمة وحساسة، قد خصصت لها مواد، مثل قضية التكفير، وهي قضية شغلت بال الأمة، في السنوت الأخيرة، كما أن هناك أيضا مادة وضعت في العقيدة، متعلقة بالإيمان وضوابط التكفير، تهدف إلى معالجة هذه القضية عند الشباب.

كما أجاب عن سؤال حول قضية الانفتاح على الآخر في منهج الكلية، فذكر أنه توجد مادة تختص بالأديان، والحوار الحضاري.

وعن سؤال متعلق بإعادة النظر في فهم الدين، قال الدكتور: إن الحركة التجديدية ظلت موجودة، ولم تنقطع، ففي كل قرن تطل محاولة تجديدية، وإن طغى التقليد في فترة من الفترات، منبها إلى أن الحكم الشرعي، يتغير بتغير الظروف والأحوال، لكن النص يبقى ثابت ومقدس، لكن المخرج البشري هو المتغير، حسب الظروف، والأدوات التي تحكم.

وفي إجابته على سؤال يخص المشروع الأساسي لكلية الشريعة، قال: إن الكلية تقوم على ثلاثة مجالات: مجال خدمة المجتمع، ومجال التعليم، ومجال البحث، ثم ذكر أن الحراك الذي تقوم به الكلية في ميدان البحث العلمي، والذي سيستمر لمدة، ستكون فيه إضافة، تجيب على هذا السؤال.