الملخص
قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري: إن المؤمن صالح في ذاته، مصلح لغيره، أي أنه يشعر بمسؤولية مجتمعه، ووطنه، يقول الخير ويفعله، وبما أن الإيمان مرتبط بالأعمال الصالحة، فإن إعلان الإيمان أيضا باللسان لا يكفي، حتى يصحبه العمل الصالح، وكذلك دعوى الصلاح، والأمر به، لا يكفي حتى يتبع ذلك العمل.
وأضاف الدكتور في حديثه، من خلال برنامج “إسلامنا وسلومنا”: الإصلاح سبب في دفع نقمة الله عز وجل عن البلاد، فالقرية التي اعتدت في السبت، لما جاءها العذاب لم ينج منه إلا من كان مصلحا، مقاوما للفساد، يقول الله عز وجل: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}، ويقول تعالى في موضع أخر: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}.
ونبه في هذا السياق إلى أن كثيرا من الناس يدعي أنه يريد الإصلاح، والخير، لكن الذي يصدق ذلك ويكذبه العمل، فإذا كان العمل موافقا لشرع الله عز وجل، كان صلاحا وإصلاحا، وإذا لم يكن كذلك كان فسادا وإفسادا.
كما ذكر الدكتور بأن المجتمع قد يتحول من حال إلى حال، فقد يترقى من مجتمع قليل الصلاح، إلى مجتمع صالح، فاضل، تسود فيه الفضيلة، والخلق الحسن، وقد ينحدر المجتمع من الصلاح إلى الفساد، وقد يحدث أن يصيب الفساد أجزاء منه، كما يحدث في التطور الحضاري للمجتمعات.
ويبين هذا الأمر فيقول: إن المجتمعات قد تتطور حضاريا، بعد أن كانت مجتمعات متخلفة، وقد تتخلف المجتمعات بعد التطور، كما يحدث في البلاد التي تبتلى بالحروب، أو يصيبها الفساد، وقد يأتي الفساد على أجزاء منها دون أجزاء.
ويقول الدكتور أيضا: بأن وجود المصلحين سبب في ترقي المجتمعات، إلى مدارج الصلاح، والإصلاح، فكلما زاد عدد المصلحين، كلما كان ترقي المجتمع في هذه المدارج أكبر وأسرع، ويقال هذا الأمر عن المفسدين، فهم سبب تدهور المجتمع وفساده، فكلما زادت أعدادهم، ازداد انحدار المجتمع نحو الفساد.
ويختم الدكتور بالإشارة إلى أن حصول هذا الثراء الكبير في البلد، أصاب المجتمع بالتذبذب، فقد ساهم في نشر العلم، والخير، وتزايد به عدد المصلحين، وكان سببا في النهضة، وفي نفس الوقت ظهر الفساد في بعض النواحي، بسبب وجود هذه الثروة، منبها إلى أن هذا الأمر لا يمكن مقاومته إلا بالإصلاح، لكي ينجو المجتمع من الفساد والعقوبة.
الإصلاح والصلاح
فساد الناس يوقع في الأرض الفساد
الإصلاح سمة وخلق للمجتمع المسلم
جوانب من الإصلاح والصلاح
صلاح المجتمع وتطوره وما يصيبه من فساد
وجود المصلحين سبب للترقي في مدارج الصلاح
صلاح المجتمع بين الماضي والحاضر
