الشباب والخرافة – قضايا شبابية – الحلقة 33


الملخص

    تناول برنامج “قضايا شبابية” موضوع: الشباب والخرافة، مع ضيف البرنامج الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، حيث بدأ حديثه بالتمييز بين الخرافة والإيمان بالغيبيات، فقال: إن الخرافة، هي الإيمان بشيء غيبي دون دليل، بخلاف العقائد الإيمانية، فهي تستند إلى أدلة عقلية، مثل الإيمان بالله سبحانه، وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وصدق الوحي، والملائكة، واليوم الآخر، وغير ذلك من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها.

وذكر الدكتور أن الخرافة تستند إلى أدلة مزورة، ومبتورة،كما تعتمد على خوف الإنسان، وقلقه من الغيب، والمستقبل، لذلك من الخطورة الاستسلام لها؛ لكونها تأخذ شكل التدين والاعتقاد، وتؤثر في سلوك الإنسان، وفي قراراته، ثم إنها تتيح الفرصة لاستغلال الناس، والحصول على مكانة، تحت ستار هذه التصرفات، التي لا يقوم عليها دليل.

    وقد نبه الدكتور إلى أن علم الغيب خاص به سبحانه وتعالى، لقول الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}، فأمر الغيب خاص بالله عز وجل، لكنه قد يطلع عليه بعض رسله.

    وحول ما يحمل بعض الناس على تصديق من يدعي علم الغيب، قال الدكتور إن ضعف الإيمان، والخواء الروحي، يجعل الإنسان يتعلق بمن يدعون الغيب، ويمتهنون التنجيم، فنجد من عنده قلق دائم، وخوف مما سيحدث مستقبلا، ويريد أن يطمئن على صحته، أو تجارته، أو غير ذلك مما يتعلق بأحلامه المستقبلية، فيبحث عمن يتنبأ بالمستقبل، ويقرأ الكف، فيحدثونه عن أشياء كلها من أخبار الكهانة والعرافة، وهناك من يميل بطبعه إلى سماع مثل هذه الأمور والتأثر بها، والسبب في ذلك ضعف الإيمان بالله عز وجل، فلو أنهم من أهل الإيمان لعلموا أن الأقدار بيده سبحانه وتعالى، وأن الله لا يقدر إلا الخير، وأن حسن العلاقة به، سبب لحصول الطمأنينة.  

وقد تكلم الدكتور عن مسألة تلبس الجن بالإنس، وما يصاحب ذلك من دجل وشعوذة، فذكر أن قضية تلبس الجن بالإنس من مسائل الخلاف، فبعض أهل العلم يرى صحة ذلك، فيما يذهب آخرون إلى أن هذا التلبس غير ممكن، ولكل فريق أدلته، منبها إلى أن المسألة تجاوزت هذا الحد، فدخلت في أمور من قبيل رؤية الشياطين، وادعاء حرقهم، ونقل الكلام عنهم، في أمور لم يقم عليها دليل، بل هي أوهام تصل لحد الخرافة، وادعاء الغيب، مثل قولهم إن فلانا تقيم فيه قبيلة من الجن، أو أن قبيلة منهم كانت تنوي حرب بلدة معينة، ونحو ذلك.

   ويقول الدكتور إن القضية تلبست بأمور أصبحت تقدح في عقائد الناس، وإن وجد من يشتغل بهذه الرقى من أهل الفضل، ومن ينسب للصلاح، إلى أنه يجوز عليهم الخطأ، وتصيبهم الغفلة، فيجب على الإنسان الحفاظ على عقيدته، والثقة في أن الشفاء من الله عز وجل، وليس من الراقي، والأفضل في هذا أن يرقي الإنسان نفسه.

وقال أيضا: بأن ما يفعله بعض الناس من رقى عبر الفضائيات، ومحاولة التكسب بها، ليس من الدين في شيء، وهو دجل، وخرافة، يجب مقاومته.

وقد ختم الدكتور بالتأكيد على هذا المعنى، فقال إن بيع الرقى، والعلاج عبر أثير القنوات، من الكذب والدجل على الناس، وأنه لا دليل عليه من الكتاب والسنة، ولا من العقل، وهو من الأوهام، والخرافات، التي ينبغي التصدي لها.

المقاطع القصيرة

كيف نميز بين الخرافة والإيمان بالغيبيات؟

الاطلاع على الغيب

ما الذي يجعل الإنسان يصدق مدعي علم الغيب؟

حركة النجوم ومسائل الفلك واختلافها عن أبراج الحظ والتنجيم

مسألة تلبس الجن بالإنس

العين والرقى وما يصاحب ذلك من خرافة ودجل