الشباب بين عالم الأسباب والتوكل على الله – قضايا شبابية – الحلقة 58


الملخص

تناول برنامج “قضايا شبابية” حوارا مع الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في موضوع “الشباب بين عالم الأسباب والتوكل”.

استهل الدكتور كلامه ببيان معنى التوكل، فقال: إن التوكل هو اليقين التام بأن كل ما يجري في هذا الكون هو بيد الله تعالى، وهو المحيط به، ولو اجتمع الناس على تغيير شيء فيه، فلن يستطيعوا تغييره.

   كما أوضح المقصود بالأخذ بالأسباب، فذكر أن الله عز وجل بنى هذه الدنيا على الأسباب، فمن يبحث عنها، ويطلبها، يصل إلى مسبباتها، أما من يتكاسل فإنه لا يحصل على شيء.

   وحول سؤال عن مسألة التعارض بين التوكل والأخذ بالأسباب، قال الدكتور إنه لا يوجد تعارض بين التوكل، والأخذ بالأسباب، فالتوكل على الله أمر اعتقادي، يقيني في القلب، ينعكس على سلوك الإنسان، وتعامله مع الأسباب، بمعنى أنه يتعامل مع الأسباب تعامل من يعرف أنها بيد الله عز وجل، وأنه قد يفعل هذه الأسباب، ولا تنتج مسبباتها، وقد يفعلها وينجح نجاحا أكثر من المتوقع، فالأمر بيد الله عز وجل، ولذلك لا يوجد تعارض بين الأخذ بالأسباب، والتوكل، بل هما متكاملان.

    وأكد على هذا المعنى، فنبه إلى أن الإنسان مطلوب منه في عالم الأسباب، أن يكون متوكلا على الله عز وجل، كما يطلب منه أيضا في توكله، وتسليمه لله عز وجل، أن لا يكف عن الأخذ بالأسباب، التي هي تكليف من الله عز وجل، مشيرا إلى أنه في بعض الأحيان قد يغلب جانب التوكل، على الأخذ بالأسباب.

   وخلص إلى أن الميزان الصحيح في هذا، هو التوكل على الله عز وجل بشكل كامل، والأخذ بالأسباب بحيث لا يبقي في ذمته أي مسؤولية، تدل على التقصير في هذا الأمر.

   وتعرض الدكتور لما ينقل عن بعض السلف من ترك الأخذ بالأسباب، فبين أن ذلك يعود لأمرين، أولهما: إما أن هذه الكتب لم تنقل لنا الأسباب التي يأخذون بها، فقد يأتي الراوي بالقصة، ويهمل ما فيها من أسباب، في حياة هؤلاء الصالحين، ويركز فقط على توكله، واعتماده على الله عز وجل، الأمر الثاني: أن هؤلاء الصالحين كانوا يتركون الأسباب، ونتائج الأسباب؛ لكي يتفرغوا لأسباب، ونتائج أخرى، بينهم وبين الله عز وجل.

   أشار الدكتور لما يقع من ترك الأخذ بالأسباب بحجة التوكل، منبها على بعض الإشكالات في هذا الصدد، أحدهما: أن هذا يعود لعدم الفهم عن الله عز وجل، وذلك بترك أمر الله تعالى باتخاذ الأسباب، الثاني: أن هذا قد يكون فيه تزكية خفية للنفس، بحيث ينتظر من الله عز وجل أن يحقق ما يسعى له من حاجات، دون الأخذ بالأسباب، الثالث: أن ذلك قد ينم عن خلل في العقل.

    وقد ختم الدكتور بالتنبيه على أسباب التعارض الواقع في المجتمع، بين التوكل، والأخذ بالأسباب، فبين أن هذا يعود للخطاب الوعظي المرتبك، في ظل حياة مادية طاغية، قد يبالغ فيها بالحديث عن التوكل، مع إهمال اتخاذ الأسباب، أو يكون فيها التركيز على الماديات، والتعويل على الأسباب، بحيث يفهم من هذا الخطاب أن لا وجود للتوكل.    قضية أخرى ذكرها في هذا السياق وهو شيوع هذا التناقض في أذهان الناس، بسبب القصص التي تنقل في سير بعض الصالحين، تشتمل على معتقدات خرافية، تدعو للكسل، وتقلل من شأن الأسباب، بحجة التوكل.

المقاطع القصيرة

معنى التوكل

معنى الأخذ بالأسباب

هل يوجد تعارض بين التوكل والأخذ بالأسباب؟

الجمع بين التوكل والأخذ بالأسباب

بيان ما يروى عن بعض السلف من ترك الأخذ بالأسباب

إشكالات في ترك الأخذ الأسباب بحجة التوكل

من أسباب التعارض الواقع في المجتمع بين التوكل والأخذ بالأسباب

ما يقع من تجاوز إجراءات الوباء بحجة التوكل