من فقه إنكار المنكر – خطبة الجمعة 15 ربيع الأول 1440هـ


الملخص

تحدث الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري، في هذه الخطبة عن فقه إنكار المنكر، فقال إن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ظلمت في عصرنا الحاضر، بسبب الجهل، فقد تصدى لها من لا يصلح لها، وتفاخر بالقيام بها من لا يؤديها على الوجه المطلوب، فلا بد لهذه الشعيرة من فقه وحكمة، وإذا خلى منهما من يتصدى لها، أدت عكس المقصود منها، فقد شرعت لتقليل المنكر، لا إلى زيادته، أو قوع ما هو أشد منه.

 وقد تناول الدكتور بعض الشروط اللازم توفرها، ليتحقق المقصود من هذه الشعيرة، وهذه الشروط _كما نبه عليها الدكتور_ هي:

الشرط الأول: أن يكون المنكر المقصود مجمعا على إنكاره، فلا يجوز الإنكار في المسائل الخلافية، لما يؤدي إليه من الشقاق والنزاع.

الشرط الثاني: أن يكون المنكر واقعا أو متوقعا، بصورة غالبة، فبعض المبتدئين من طلبة العلم، يقرأ عن بعض المنكرات التي تقع في بلاد بعيدة، ثم يشغل الناس بإنكارها، وربما لم يسمع بها أحد في مجتمعه.

الشرط الثالث: أن يحقق الإنكار الهدف منه، وهو زوال المنكر، أما إذا كان الإنكار لا يؤثر في المنكر، أو كان يزيده ويشيعه، فعلى الإنسان أن يترك الإنكار وينشغل بإشاعة الخير والحث على فعل الطاعات.

 الشرط الرابع: أن يكون لدى المنكر العلم الكافي، الذي يؤهله للإنكار، فيكون عالما بالمسائل، ووجوه الخلاف، وعنده علم بعواقب الأمور، ومآلاتها.

ومما أكد عليه الدكتور في هذا المعنى أيضا، بيانما يلزم الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، فقال إن النهي عن المنكر، والأمر بالمعروف، شعيرة عظيمة، وتتطلب من الإنسان إخلاصا راسخا، وهدوءا وسكينة، وحرصا على تحقيق مراد الله لا تحقيق مرادانا، فلا يقصد بالإنكار الانتصار لفرقة، أو مذهب، مؤكدا على أن من أعظم المعروف جمع الكلمة، وتأليف القلوب.

شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ظلمت في عصرنا الحاضر

الشروط اللازم توفرها لإنكار المنكر

ما يلزم الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، ومقاصد تخص هذه الشعيرة