توجيهات للدعاة – خطبة الجمعة ٥ جمادى الأولى ١٤٤٠ هـ


الملخص

تناول الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري في هذه الخطبة، توجيهات للدعاة إلى الله، فبدأ بالحديث عن المكانة العظيمة للدعاة إلى الله، قائلا: الدعوة إلى الله ودلالة الناس على طريق الحق والخير، مهمة شريفة، شرف الله عز وجل بها هذه الأمة، والقائم بها متحمل لمسؤولية النيابة عن الأنبياء، في هذه المهمة الكريمة، من يسلك هذا الطريق عليه أن يعي هذه المكانة، وهذا الشرف، وأن يعي أيضا أن مهمته الحقيقية هي إصلاح القلوب، والإقبال بها على الله تعالى.

و قد حث الدعاة إلى الله، على الاعتناء بصلاح الباطن، وتقديم هذا الخير في أسلوب محبب لا ينفر، يقول الدكتور: ” واعلموا أن الداعية على طريق الحق، لا يخشى عليه كثيرا من الذنوب الظاهرة الواضحة، ولكن يخشى عليه من الذنوب الخفية، التي تصيب القلوب، يخشى عليه من الكبر والغل والعجب والغرور، هذه هي الأمراض التي يخشى على الداعية منها، وهي أخطر وهي أبعد أثرا، فعلى الإنسان حين يسلك طريق الدعوة، أن يتعهد قلبه دائما، ويتواضع لربه وللناس، وأن يحرص على أن يقدم الخير بطريقة محببة مقبولة، فإن أجره كبير، إذا حبب هذا الخير للناس، ووزره كبير إذا بغضهم فيه.

كما نبه الدكتور على خطأين شائعين، رأى أن كثيرا من الدعاة، يقع فيهما، وأنه يجب تجنبهما، الخطأ الأول: الدخول في الخلافات الفقهية، بدل الاهتمام بالمحكمات الواضحات، والكليات، فقلوب البشر لا تجتمع على الخلافيات، ومحاولة ذلك من العبث والإلحاح على الناس في أمور خلافية، ينفرهم من الدين وأهله.

الخطأ الثاني: الميل إلى تصنيف الناس، واعتزالهم لأجل هذا، فلا يخالطهم، ولا يقبل العمل معهم، وربما أراد انتقاد أفكارهم، فذكر عيوبهم، ونسب إليهم ما ليس فيهم.

وقد ختم الدكتور ببيان ما يجب أن يكون عليه منهج الداعية، في التعامل مع مسائل الخلاف، فقال: وعلى الإنسان أن يعلم أنه إنما يدعو إلى الواضح، المعلوم من الدين، أما الخلافيات فإن كان قد تعلمها، فالمطلوب منه أن يعلمها، لا أن يدعو إليها، فإذا فعلنا هذا، التأمت القلوب على حب الخير والبر، وتدربت على أدب الخلاف، وعلى المحبة في الله، وإن اختلف الفهم، في بعض الجزئيات.

المكانة العظيمة للدعاة إلى الله

حث الدعاة على الاعتناء بصلاح الباطن

من الأخطاء التي يجب أن يتجنبها الداعية إلى الله

ما يجب أن يكون عليه منهج الداعية، في التعامل مع مسائل الخلاف